واحدة من أحدث المصائب والجرائم التي ترتكبها الجماعات المتطرفة في العراق كانت ما قيل إنه ذبح لصحافي أميركي تم خطفه في سورية. لا أظن أن أحدا يختلف على أن أبسط قواعد الإنسانية تأبى مثل هذا التصرف الغريب، فالمدنيون الأبرياء لا علاقة لهم بما يحدث من نزاع أو صراع، وهو ما ينطبق أيضا على الإعلاميين والصحافيين الذين هم مرآة الحقيقة ولا هم لهم إلا نقل الواقع وتعريف الناس بما يجري.
بيد أن ما حدث من ضجة وردود أفعال غربية يتطلب وقفة، فقد قطع رئيس الوزراء البريطاني إجازته لبحث الأمر وكيفية التصرف، وقالت الولايات المتحدة إنها تعكف على دراسة الفيديو للتحقق من الأمر، فما بال من يموتون يوميا بالمئات على أيدي المجرمين القتلة من كل لون وجنس ودين؟
لقد رأينا جميعا المسلمين يمثل بهم أحياء ويحرقون ويضربون حتى الموت دونما ذنب، وكانوا مدنيين أيضا. لم يتصرف المجتمع الدولي تجاه ذلك إلا بمزيد من الصمت المطبق والسبات العميق وكأن شيئا لا يحدث. حدث ذلك ايضا مع مجازر الروهينجيا على يد البوذيين في بورما، وغيرها وغيرها. فهل يا ترى هناك أناس تجري في عروقهم دماء بلون مختلف وهؤلاء فقط من يتأثر بموتهم القادة وتتحرك من أجلهم الدول؟
لمحة: في خبر غريب تظاهر مئات من المواطنين في بلد أفريقي يضربه وباء الإيبولا بشدة ضد السلطات الحكومية هناك لأنها فرضت عليهم حجرا صحيا لمنع مزيد من انتشار المرض. لقد أصبح التظاهر أمرا خطيرا يحتاج إلى ترشيد، فبعد أن أدمنت الشعوب في العالم كله الصمت المطلق، أصبحوا يتظاهرون ضد كل شيء ولو كانت فيه مصلحتهم. اعتبروا يرحمكم الله.
[email protected]