يحكى أن هناك شخصا كان عجولا، كان قلقا، كان تعيسا.. كان كل همه أن ينهي ما في يديه، أن ينتقل للمهمة الثانية.. أن ينجز الأمور واحدا تلو الآخر.. أن يردد عبارته الشهيرة: «ورانا شغل»!
ماذا لو دققنا في العبارة قليلا واكتشفنا أن الشغل الذي نلهث خلفه لم ولن ينتهي؟ ماذا لو أبقينا المتعة في إنجاز الأمور وأدركنا أن الشغل في الحقيقة ليس خلفنا وإنما هو أمامنا ونحن من يملك القيادة؟
أمامنا الحياة وليست خلفنا، أمامنا فرص كثيرة للاستمتاع بالواجب، لتحدي الذات، لتجربة المختلف، للخوض في الجديد، أمامنا الحياة بدفتيها متاحة، فلماذا اللهث وراء اللا نهاية، ولماذا استشعار الواجب الثقيل مقابل الواجب الممتع؟ لماذا العيش في ظل اللزوم مقابل الاختيار؟ تلك المفردات التي من شأنها أن تقلب الموازين، تلك الاختيارات التي علينا أن نعيها جيدا.
قد كتبنا سابقا في ذلك المعنى، معنى الاستمتاع والعيش بهناء، ولعظم أثر ذلك، وعن تجربة خاصة في الاختيار، أمنح نفسي فرصة أخرى للكتابة عن ذلك، علّ عبارة هنا أو هناك تلامس شيئا في ذاتك أو تكون قريبة من حاجتك فتختار التغيير على الاعتياد وتختبر مشاعر جديدة، تكون فيها منجزا سعيدا تشعر بالخفة والشغف وتكون سيد يومك وأميرا فوق ظروفك مهما كانت حدتها وصعوبتها.
[email protected]
Twitter @shaika_a