سألني أحدهم عن الصداقة فأجبت:
أعتقد أنه من الخطأ صياغة مفهوم للصداقة قبل ولوجها، إذ إن الصياغة التي تسبق التجربة ستصنع توقعات تختلف كليا أو جزئيا عن الواقع مما يدخلنا في دوامة الإحباط والضيق المستمرين.
الصداقة بنظري ليست مفهوما نتعلمه أو نقرأه، ونحاول تفعيله والانصياع له، هي تجارب وخبرات شخصية جدا، وقريبة تماما من القلب لا يمكن أن يعاينها المتلقي دون أن تكون له تجربته الخاصة. لا يمكننا أن نصف الصداقة كمثل عليا، أو أمرا ملائكيا، الصداقة هي خبرتك وتجربتك، سيئة كانت أو جيدة، ضيقة أو رحبة، تعيسة أو سعيدة.
إنه لأمر محفز أن تكون لديك هذه القناعة تجاه الصداقة، فلا نمط يحدها ولا إطار يقصرها، هذه القناعة ستفتح عليك أبوابا كثيرة لتجرب وتدرك وتعرف أكثر، عن نفسك وعن الآخر الذي يشبهك والمختلف عنك. لا شك أن تجربة الاثنين معا ثراء ومكسب كأن تعيش مع توأم لك وتعاين الذي يختلف عنك في مجلسك ومأكلك ومحبوباتك ووجهتك.
أنا أدعوك الى عقد صداقات جديدة إن لم تكن تملك بعد رؤيتك الخاصة تجاه مفهوم الصداقة، إن استمرارك في محاولة تبرير عزلتك عن الناس هو مؤشر لحاجتك إلى البدء. ابدأ وفكر في أن الصداقة الحقة هي التي تهبك حياة أخرى، أكرم نفسك بالمحاولة، وجد لك صديقا حبيبا، فما كان الصديق لولا علاقة راقية زاهية دام أثرها إلى يومنا هذا الذي تقرأ فيه المقال.
Twitter @shaika_a