الكتابة ليست منصة شهرة ولا مشروعا تجاريا مدرّا للربح، الكتابة أشرف وأطهر من كل النوايا المادية، الكتابة معنى.. وشرف.. الكتابة كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.. الكتابة هي الفعل الثاني بعد «اقرأ».. هي فعل ارتقاء.. هي فعل الحياة.. واستمرار بعد الموت.. ولو أن الجميع عرفوا ذلك لما كان هناك أشباه كتاب ينغضون المعنى بسفاسف الأمور وسطحية الفكر.
أنا لا أقول لكم أن تهجروا الكتابة، بل اكتبوا بأقلامكم وأرواحكم وأفئدتكم معاني سامية، بعيدة عن الابتذال، قد يقول قائل إن الحرية في الكتابة والتعبير مكفولة، فلم تقييد الأمر هكذا؟ أقول وكما أن الحرية مكفولة فتاريخ الأدب مكتوب، ففي زمن لاحق ستذكر هذه الكتابات كدليل لمستوى الثقافة والفكر، ستكون رمزا لجيل السخف والمادة.
أعتقد أن الإشكال الحقيقي يكمن في تربية المعاني لدى النشء، فجيل يمتلئ بالماديات الفارغة سيروض فعل الكتابة كشيء مادي فارغ، ويتداوله بنفس الطريقة كمنتج تجاري تحت الإعلان.
قد نتساءل: إذا كانت لدينا مكتبات ضخمة تمتلئ بالمؤلفات والمجلدات فلماذا لا ننهض فكريا؟ كان الجواب عفويا من أحدهم: العقول الراهنة هي من تحدث الفارق وليس التاريخ.
إلى كل شخص أراد يوما أن يقرأ، اختر جيدا ما تقرأ، وزنه في ميزان المعنى، هل سيرتقي بك؟ هل سيثريك؟ هل سيكون شراؤك فعلا يبني صرح الكتابة الحقة ويعززها؟ إن فضولك تجاه كتاب أنت تدري بسخفه وسطحيته لن يزيدنا إلا أشباه كتاب جدد، سيطبعون الطبعة الثانية والثالثة والرابعة ليس لأن الكتاب زاخر وفاضل، بل لأن فضولك قد أعجبهم وأوصلهم ودعمهم!
ما نريد قوله انتهاء، أن دار النشر والكاتب والقارئ سيعلنون كيف ستكون حقبتنا الأدبية في القرن الواحد والعشرين.
[email protected]
Twitter @shaika_a