يحدث أن تمر بموقف يشلك حركة وكلاما وهمسا، يحدث أن تبقى متسمرا في مكانك لثانية أو ثانيتين، يحدث أن تصدم بآخر قريب أو صديق أو زميل، يحدث ذلك كأمر وارد تماما، ليبقيك متسائلا مستفهما مستغربا!
إن المواقف التي نمر بها في حياتنا صيغت لنا كقدر، كاختبار، كتجارب تصقل فينا جوهرا قد أضعناه ونسيناه، تلك المواقف كفيلة بإبراز مبادئنا وقيمنا التي تسيرنا، قد تكون عبارة «قيم ومبادئ» مثالية جدا في الحديث هنا، فدعنا ندخل في الواقع المعيش بدلا من الحياة الفاضلة المثالية.
أصدقني القول يا قارئي.. ما الذي يجعلك صامتا أمام موجة إساءة وجهت إليك؟ ما الذي يدعوك للرد أو الاكتفاء بابتسامة؟ ما الذي يحركك نحو الانتقام أو الغضب؟ ما الذي يبقي يديك عاقلة لا تضرب؟ ما الذي يمسك لسانك لئلا تجرح الآخر؟ ما الذي يجعلك تختار الانسحاب بدلا من الجدل؟ كل تلك الأسئلة ستظهر إلى حد بعيد ماهي قيمك؟ وما هي مبادؤك؟
دعني أقول لك إن الذي يصبر وفي قلبه جمرة غضب وحسرة سيمرض، سيتآكل جسده سريعا من الأمراض النفس- جسمانية، تلك التي يكون سببها نفسيا وعرضها جسديا مخادعا، بعكس الذي يصبر وفي عقله أنه ينتصر لأخلاقه سيكسب، سيكون أقوى، سيكون أكثر جلدا وحنكة وحكمة. يتحدث د.إبراهيم الخليفي في أحد لقاءاته عن الصبر فيقول: إذا أردت أن تصبر فاصبر لقيمة أنت تعيش من أجلها.
عش لآخرتك، وخذ من مواقف الظلم والضيق والفقد زادا لك، فقيمك التي تتمسك بها اليوم ستشفع لك يوم القيامة وستبقيك أقرب الناس مجلسا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في حديثه صلى الله عليه وسلم.
[email protected]
Twitter @shaika_a