كنت قد قرأت كتاب «سحر الترتيب» لماري كوندو وكتبت بعده مقالا أعتقد أنه تميز بالحماسة، حيث جرى التغيير الجذري في حياتي وتعاملاتي مع الأشياء، واعترافي بعدم جدوى التكديس والاحتفاظ بالأشياء داخل الخزانات.
في حديث دار بيني وبين أحدهم، سألني ما أكثر الأشياء التي تفرحني إلى حد الطيران والحبور؟ أجبته، وقد أدركت حينها التغير الذي لمسته في حياتي، قلت: لا شيء يجعلني أبدو فرحة جدا سوى لقاء الأشخاص الذين أهتم لأمرهم وأحبهم، وربما كان التعلم هو الشيء الأكثر إثراء للبهجة والدهشة في حياتي، ليست حقيبة جديدة، ولا جهازا ذكيا جديدا، ولا عقدا، ولا خاتما.
حينما تقرأ عن الترتيب ستبدو الأشياء أقل أهمية بنظرك، ستستطيع أن تصرف النظر عن لافتات التنزيلات التي تملأ المتاجر، ستذهب للتمشية في مجمع ما لقضاء وقت ممتع، ولن تفكر باقتناء شيء ولو كان مجانيا معروضا أمامك، ستدرك أن التعامل مع المال صار تحت السيطرة، وستتبع حاجتك في التسوق وليس رغباتك.
قد تمتلك الكثير في بيتك، ولو تساءلت وتأملت عن عدد الأشياء التي في خزاناتك قد لا تتذكر كل شيء، وإذا تذكرت، فقد تستذكر الأشياء التي تستخدمها يوميا دون التي خزنتها بحجة «قد احتاجها يوما»، أما كتاب ماري الثاني فقد أتى بعنوان «انشروا الفرح»، لم يكن اختيار العنوان ضربا من العبث، وإنما لتوصل لك رسالة مؤثرة ومفيدة، أن الترتيب لا يقتضي عملية الرمي فقط، وإنما يسعى لإبراز تلك الأشياء الجميلة التي تسعدك وتحبها، لتراها كل يوم وتبتسم.
اختم بعبارة قرأتها في الكتاب وأعجبتني جدا: «الترتيب فعل مواجهة الذات، بينما التنظيف فعل مواجهة الطبيعة» وإذا أردت أن تواجه ذاتك فابدأ بحملة الترتيب واقرأ الكتاب لتفهم المراد من هذه العبارة، ولتزداد حماسة وسعادة.
[email protected]
Twitter @shaika_a