قد تتساءل ذات يوم عن أهم أهدافك في الحياة، وأكثر حاجاتك إلحاحا وضرورة، قد تسبر غور نفسك، وتبحث عن أكبر الثغور فراغا، لتجد الجواب على لسانك يتردد: أريد أن أحيا متزنا وأعرف ما أريد.
هكذا هي البدايات، بداية اللجوء إلى نقطة ضعفك، بناء لقوتك التي ستكون.. بداية استعانتك بالفتاح، ونهاية ضياعك وفراغك.
قد تحدد لك أهدافا، وتسعى لتحقيقها، قد تحدد لنفسك نقاط ضعف وتحاول تقويتها، وفي أثناء ذلك ستقابلك مواقف كثيرة، قد تربكك، وتدعوك للتخلي عن قرارك لتكون متزنا في حياتك وتعرف ما تريد.
وبين وضوح رؤيتك لنفسك ـ من تكون وماذا تريد ـ وبين تحقيقك الاتزان، عليك ألا تنسى أبدا أنك بشر في عداد المخطئين، الناقصين، أولئك الذي سيقعون مرارا وتكرارا في حقل التجربة، تلك التي ستعلمك، وتؤلمك، وترقيك، وتصنعك.
عليك ألا تتجاهل صوت الضغوط في داخلك، عليك أن تنصاع للتعامل البناء مع أي ظرف يقهرك، عليك ألا تتكبد عناء الجبروت وتحرم نفسك من البوح والدعاء والاستعانة، قد يحتاج الأمر لخلوة ساعة لتهنأ، وقد يحتاج الأمر لبضع سنوات ليسقر الضغط، في مجمل الحال، ومع الخسائر التي ستراها عظيمة، أنت تصنع من نفسك شيئا متينا.
لم يناقض الاتزان أبدا رغبتك في تحقيق حاجاتك، ولا يعني الاتزان أن تكون غير نفسك، ترتدي قناع القوة وأنت في أمس الحاجة لصديق، أو بوح، أو استشارة أو كتاب.
[email protected]
Twitter @shaika_a