نسمع كثيرا عن انتحار شباب من فئة «البدون» بسبب الأحوال الصعبة التي يعيشون فيها هم وأسرهم، إلى جانب المشاكل والقضايا التي تصيب هذه الفئة من المجتمع، والكويت بلد صغير وغني بفضل من الله، وإن اعتلته مشكلة فمن السهولة السيطرة عليها، وسهولة الأمر ترجع لأصحاب القرار، لا شك أن هذه الفئة قد اعتلتهم الظروف الصعبة ووضعتهم في محض الفقر والضيقة مجردين من أبسط حقوقهم، والكثير منهم قد ولد على هذه الأرض الطيبة، فلماذا لا تستثمر الدولة تلك الموارد البشرية لصالح الوطن في مقابل تحقيق المنفعة لهم ومصالحهم؟
وسبق أن كتبت مقال «أطفال الشوارع» يتحدث عن فئة «البدون»، ففي الأمس نرى أطفالا في الشوارع يبيعون لعبا للصغار والورود الاصطناعية إلى ساعة متأخرة من الليل في مواقع خطرة بالنسبة لطفل أن يمكث في هذا المكان في عز الصيف وعز الشتاء لا يكترثون بالحرارة ولا الغازات المنبعثة من عوادم السيارات، المهم أن يبيع ما لديه حتى يرجع البيت سالما، واليوم أرى شبابا بعمر الورد كلهم حيوية ونشاط من فئة «البدون» بدل الأطفال يبيعون عند الإشارات المرورية، ألا يحق لهؤلاء أن يعيشوا حياة كريمة في بلد غني مسلم خيره طال العالم كله، ما الذي يمنع؟
اقتراح للحكومة: إنشاء مصانع لإنتاج السلع أو مشاريع حكومية إنتاجية محلية في حين من يشتغل بها هم من فئة «البدون» مقابل راتب يعيش منه، لربما الكثير منهم به من الخير الكثير المعطاء في خدمة هذا البلد قابل للتعلم والعمل مقابل دعم مادي ومعنوي، بتوفير السكن وفرص العمل وتعليم مهني وتأمين صحي مقابل استثمار وجودهم لصالح البلد بالنفع وبالإيجاب لا للسلب والقهر، وعليه سينعكس على البلد الخير الكثير من نواح منها:
٭ تأمين مصدر اقتصادي ودعم الدخل القومي للدولة.
٭ الاهتمام بالفرد (الإنسان) الذي يقطن على هذه الأرض بلد الإنسانية.
٭ تخفيف أعباء الحياة عن تلك الفئة مقابل الاستثمار لصالح البلد.
٭ التخفيف من الظواهر الاجتماعية السلبية كالتعاطي والعدوانية وظواهر الانتحار والقتل والسرقة وما شابه ذلك.
٭ استراتيجية لحل مشكلة وطنية داخلية باتت لأكثر من أربعين عاما في صراعات ومازالت.
ألا تستطيع الدولة عمل مدينة خاصة لـ «البدون» توفر لهم احتياجاتهم الحياتية مقابل منفعة البلد؟ ألا تستطيع الدولة التنظيم الداخلي في جعل المدن البعيدة التي ألقت بها أبناء الوطن بعيدا من مصدر عيشهم وعوائلهم أن تجعلها استثمارا لجهود وطاقات لتلك الفئة لتحقيق المصلحة العامة من جهة وتحقيق التنظيم الداخلي من جهة أخرى؟ وعليه تحقق الكويت مطلبا تنمويا في التنظيم الداخلي والأمن الاجتماعي للجميع، مما ينعكس على رفع الإنجازات التنموية لكويت جديدة تعود بالنفع الاجتماعي والاقتصادي والإنساني.
family_sciences@