مهنة الأخصائي الاجتماعي مهنة جليلة، فحالها حال الطبيب المعالج للألم، ومن يمتهنها يجب أن يكون على درجة مهارة عالية في التواصل والتفاعل الاجتماعي - وقد تلقى تعليم القيم الوظيفية التي ترفع من أخلاقياته المهنية - وقام بدراسة علمية اجتماعية قبل تقلده للمهنة، تلك المقومات كفيلة بتأهيله كمعالج للمواقف التي يتعرض لها الطالب يوميا من تنمر وعداء وعنف ومشاكل دراسية...إلخ من تلك القضايا التي تطرح على طاولة الأخصائي الاجتماعي يوميا.
وما يحدث في الغالبية العظمى من المدارس شيء محزن، فدور الأخصائي الاجتماعي يجب أن يعاد النظر فيه لأهميته القصوى داخل المدرسة، وهذا يرجع لعدم كفاءة الأخصائي الاجتماعي إلا من رحم ربي وهم القلة القليلة التي يشهد لها بتفوقها في مجال عملها، وخاصة مهنة الأخصائي أو الباحث الاجتماعي مهنه ترتقي بسلوكيات الناشئة من خلال حل النزاعات والمشاكل التي يتعرض لها الطالب أيا كان نوعها، فمن الأمور التي أحب أن ألفت بها انتباه المسؤولين بالوزارة كما يلي:
- الأخصائي الاجتماعي يجب أن يكون من أهل البلد لكي يتسنى له فهم الأبعاد الثقافية للطالب، وعليه تتم معالجة مشاكله نظرا لتلك الأبعاد الاجتماعية، بمعنى آخر الكويتي أجدر بالمهنة لتفهمه للثقافات الكويتية وعلمه باختلاف الطبقات وأساليب التنشئة المختلفة والتي تلعب دورا في حل النزاعات.
- إجراء ورش عمل دورية إجبارية كل ستة شهور تحتوي على تدريبات عملية وعلى مهارات تربوية في حل المشاكل الاجتماعية للطالب، وأخلاقيات الوظيفة في التعامل والتفاعل، وعرض للمشاكل والأبعاد الاجتماعية والنفسية للطلبة لجميع محافظات الدولة، وذلك لدراسة المشاكل الطلابية على مستوى الكويت واستخراج النتائج التي على أساسها بناء الاستراتيجيات الحديثة للمهنة، وعليه إلزامية الأخصائي كتابة تقرير بالمقارنات النوعية بما علم، فتلك الواجبات من شأنها أن ترفع من كفاءة أداء الباحث أو الأخصائي الاجتماعي.
- تمكين الباحثين الاجتماعيين من العلو بالعلم المهني من خلال دراسة الدبلومة المهنية التي تؤهله لدرجة الاستشارة وترفع من مهاراته، إلى جانب الاهتمام به من حيث المخصصات المالية ورفع من قيمته المهنية والاجتماعية.
أعلم أن مهنة الأخصائي الاجتماعي اليوم باتت مهنة من لا مهنة له، والمشاكل التي يعاني منها الأخصائيون من تهميش واستصغار لمهنتهم باتت محط إحباط للتخصص، ولكن يبقى الهدف الكائن وراء تلك المهنة والتي من شأن الفرد نفسه في الحفاظ على الأمن الاجتماعي، وتنمية المهارات الوظيفية من حيث الثقافة والعلم وكفاءة الأداء، وعندها سوف يجبر الشارع الكويتي والوزارة على تغيير نظرتهم لتلك المهنة.
وأسلط الضوء على الدور الضعيف الذي يقوم به الأخصائي الاجتماعي اليوم في معالجته للقضايا الاجتماعية للطالب من حيث مشاكل العنف الاجتماعي أو الأسري، وأسباب ضعف المستوى التعليمي، حيث لاحظت من الكثير موقف بليد يعتليه التهميش المتعمد للمشكلة وعدم الاكتراث بالأبعاد النفسية والاجتماعية التي من شأنها تؤمن الاستقرار والأمن النفسي للطالب، واستعداده للتفاعل الاجتماعي بصحة نفسية جيدة، فأي منظور تربوي تهتم به الوزارة كهدف أساسي لكي يحقق أفضل مستوى لمخرجات التعليم.
LinesTitle@