من أجل النهوض الفكري الثقافي يجب الاعتماد على ثلاثة أمور هي:
- النسبة والتناسب
- منهج ومبادئ
- محاربة الفتنة.
لا شك أننا نعيش في واقع أليم تتضارب فيه الأفكار الدخيلة على قيمنا الإسلامية، والتي لعبتها التكنولوجيا في إفساح كم من الأفكار الفوضوية التي لها تداعيات اجتماعية خطيرة، ففي السابق كانت الحضارة الإسلامية زاخرة بالقيم، حيث يغذى الفرد القديم بالقيم القرآنية - فكان القرآن الكريم مرجعا لكل قيمة سلوكية تربوية واجتماعية، وكانت الأمة تتميز بالرقي والرفعة، وأهم ما يميزها الستر والغيرة والحياء، فكانت المجتمعات المظلمة في جهلها وفوضوية قيمها تقلد السلوكيات الإسلامية الراقية، على سبيل المثال: كانت القيادات الكبرى لتلك المجتمعات المظلمة لا تقبل بتعري نسائها أمام العامة، فكانت الملكة أو الأميرة تغطي وجهها وجسدها بالكامل وكأنها مسلمة وهي ليست بمسلمة، وجار الحال على نساء البسطاء من الناس، فكان ذلك العصر يسمى بالعصر الذهبي لتمتعه بكرامات منها:
العصر الذهبي يزخر بوفرة من القيم سواء للغني أو للفقير، فالجميع يتمتع بالذوق والاحترام والإخلاص في العمل.
العصر الذهبي كان يضرب الفتنة ويهمشها ويحقرها.
العصر الذهبي كان الناس في أمن اجتماعي خال من الظواهر المرعبة التي نراها اليوم من عنف وتنمر وإدمان وهوس.. إلخ.
العصر الذهبي كانت النساء تحظى بكرامة أعلى حظا من اليوم الذي شاركت فيه المرأة الرجل بكل مهامه ووظائفه.
العصر الذهبي كان يحظى بمعالم حضارية قائمة على النظافة والبساطة وحلو العشير بين الناس.
العصر الذهبي كان كل شيء يسير نحو التنمية بكل أشكالها.
تلك المظاهر الاجتماعية الجميلة والكثير منها على نقيض ما نراه اليوم من تضارب قيم وانعدام الأمن الاجتماعي فالجميع مضطرب يصحو وينام على قلق وتوتر نتيجة الأخبار المتواترة في السقوط الحضاري لهذه الأمة، وجميع ذلك يرجع لتهاوننا في السلوكيات التربوية والاجتماعية التي تناقض قيمنا ومبادئنا الإسلامية الجميلة، فيجب المقاومة من أجل النهوض الفكري الثقافي للجيل الحالي وذلك من خلال:
أولا: النسبة والتناسب فهما أسلوبان يجعلان الأمور أكثر بساطة، فلا اندفاع وراء المظاهر والظواهر إلا بما يتناسب مع العقيدة والقيم، ففي حال مقاومة فتنة ما عوض أبناءك بما يتناسب مع عقيدتهم وثقافتهم، لا تحرم ولا تقسُ - أعط فكرا واحتواء كبير لأبنائك وسوف تراهم يسيرون على نهجك بإذن الله.
ثانيا: نهج ومبادئ، فإياك أن تضرب الدين أو الحجاب أو أي سلوك تربوي قيمي أخلاقي ديني أو تشجع على سلوك يغرس المادية، فسوف تجني على أسرتك بعواقب وخيمة، وإياك أن تشجع على التعري وتصرف النظر عنه، وتذكر عزيزي القارئ أن السلوكيات والأفكار البسيطة سبب في تفاقم ظواهر كبيرة، شجع على السلوك التربوي الذي يرفع من أداء أبنائك وتفاعلهم في مجتمعهم، وإياك أن تضرب قيمة أو سلوكا حميدا على حساب قيمة أخلاقية أخرى.
ثالثا وآخرا: محاربة الفتن فإننا نعيش في زمن مليء بالفتن حتى ضاع معها الفكر الصائب في التمييز ما بين الصح والخطأ، فالظواهر السلبية كالموجة العالية التي تحمل معها كل شيء يعترضها فتنقله الى شاطئ مجهول، فالمقاومة فرض على كل فرد حريص على السلام الاجتماعي.
LinesTitle@