كثير من الأحاديث النبوية الشريفة بها إنذار للمسلمين «ليس منا...»، إنها ليست نذيرا بالخروج عن ملة الإسلام فقط، وإنما نداء لمحاربة التعري من الأصول والإسفاف بسوء الأخلاقيات التي من شأنها هدم للحضارة لا بناء للحضارة منها:
ـ «ليس منا من حلف بالأمانة»
ـ «ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده»
ـ «من ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار»
ـ «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا»، وفي رواية أخرى: «ليس منا من لم يعرف حق كبيرنا، ويرحم صغيرنا»
ـ «ليس منا من سلق وحلق وخرق»ـ «ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية»
ـ «ليس منا من غش»
ـ «ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال»
ـ «ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى»
ـ «ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن عقد عقدة أو قال عقد عقدة ومن أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم»
ـ «ليس منا من عمل بسنة غيرنا»
إن الحضارة الإسلامية تدعو للامتثال لكل ما هو جميل، ولكل سلوك خلقي تدعو له العقيدة له أبعاد نفسية واجتماعية تكفل الأمن الاجتماعي على المديين القريب والبعيد، ومن خلال استعراض الأحاديث الشريفة التي تبدأ بليس منا.. يتبين لنا معايير بناء الحضارة القوية والراقية في معطياتها ومخرجاتها البشرية:
ـ البساطة والاحترام، وتوقير الكبير، والرحمة، والعزة للمرأة ومكانتها.
ـ عدم التشبه بالغير أو الخوض بأعراف وسلوكيات لا تمد بصلة بعراقة البلد، على سبيل المثل ما يحدث في كل سنة من شهر ديسمبر بشأن شجرة الكريسماس وميل بعض المسلمين لاقتنائها وتبسيط ذلك السلوك بحجة احترام الأديان، والتي هي من الثقافة الغربية البحتة وليست منا، فكل تلك السلوكيات مرفوضة تماما، وذلك يرجع للحفاظ على قوام شخصية أبناء المجتمع الإسلامي من الانحدار الفكري والاندثار الثقافي.
ـ النظافة والطهارة، لا حضارة دون نظافة وطهارة، فالتلوث البصري الكائن في نثر الأوساخ في كل مكان ومناظر المباني المتهالكة والحدائق المهملة كلها من شأن الانحدار الحضاري للبلد، فالإسلام يحث على السلوكيات الصالحة في العمل التنموي بالدرجة الأولى.
ـ الأمانة ونبذ الغش بأنواعه وأشكاله، ولو كانت القيمة الأخلاقية مغروسة بشكل سليم لما انتشر الفساد بأوسع أبوابه.
ـ الحفاظ والاعتزاز بالطبيعة البشرية في الشكل والخلق والجنس، فهوس عمليات التجميل وشعارات الحرية الشخصية من قبل بعض المعوقين فكريا ألقت بأمتنا في مصارع الجهل وعماء البصيرة عن طريق الحق.
ـ التركيز على الأهداف والعمل بها والبعد على اللهو والعبث، وهذا من شأن الأسرة والمدرسة، فالتلوث الفكري القائم على زعزعة الوازع الديني والتقليد الاجتماعي الأعمى والانحدار القيمي من شأنه خلق جيل فقير في معطياته.
فالقيم الأخلاقية تنتج فردا صالحا والفرد الصالح يكوّن أسرة صالحة والأسرة الصالحة تبني مجتمعا صالحا.
LinesTitle@