من الأمور التربوية التي باتت محط قلق يهدد أمن المجتمع الثقافي الناتج عن التقليد الاجتماعي أو بالأحرى داء اجتماعي التواء ألسنة الغالبية من أبناء المجتمع واستبدال لغتهم بالأجنبية، فقد أصبحنا في أحوال سيئة ونحن نتعامل مع الصغار بلغة انجليزية صرفة، فأي إعاقة تربوية تعتلي أبناء المجتمع اليوم وخاصة الجيل الجديد، فإن تحدثت لأحدهم لا يفقه العربية مثلما الإنجليزية ولا تستطع أنت المتصل بالتفاعل إلا باللغة الإنجليزية مراعاة لظروف الطفل الذي بات مشوش الفكر وغير متزن في السلوك تعتليه فوضى في مشاعره الداخلية، فمن حق الطفل أن يتكلم بلغته الأم وإلا فقد هلك لأن لغته ليست أي لغة إنها اللغة العربية أصل اللغات، كم من طفل اليوم لا يستطيع التعبير باللغة العربية ولا حتى بلهجته البسيطة، يعتليه الخجل والعجز عند تفاعله مع الكبار.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من كان يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية فإنه يورث النفاق».
يقول أحد الحكماء، الرطانة تورث الخبالا، والخبالا مذكورة في القرآن الكريم في قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون» (آل عمران: 118)، وفي قوله تعالى: «لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين»(التوبة: 74)، والخبالا هي فساد الفكر والعقل فيورث الطفل اضطرابا يشبه الجنون، فتختلط عليه الأمور فلا يعرف التفرقة بين الصح والخطأ فتندثر الأصوليات عنده، ويأتي الأهل مبررين سلوكيات أبنائهم تبريرات عقيمة، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم: فإن السخطة تنزل عليهم.
وقالوا زمان «لو أردت أن تقتل شعبا ما، فعليك أولا أن تقتل لغته»، إن اللغة العربية هي أصل اللغات وهي لغة القرآن الكريم فإن افتقر الطفل لتعلم اللغة العربية فقد افتقر للقيم الأخلاقية لأن مصدرها القرآن الكريم وعليه مات الدين في قلبه، فعندما سألت عائشة رضي الله عنها كيف كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم، أجابت: كان خلقة القرآن.
إننا لسنا ضد تعلم اللغة الإنجليزية فهي من الضرورة لأمور دنيانا اليوم، وإنما مرفوض رفضا باتا استبدالها بلغتنا العريقة أو استخدام مصطلح من مصطلحاتها في الكلام، فالأمم القوية العظيمة في صناعة حضارتها تجرم ذلك الفعل وتعتبره انتهاكا للثقافة والقيم وصناعة الإنسان، ولذلك وجب على أفراد المجتمع اليوم وخاصة الشباب حديثي العهد الزواجي أن يوقنوا خطورة ذلك الأمر والاعتدال في الأمور التربوية، وليعلموا أن التمدن والرقي ليس باندماج اللغات والثقافات وإنما بأصاله اللغة والثقافة والعرق، فإن هذا النوع من الظواهر هي سبب البلاءات التي يبتلى بها الناس آخر الزمان، ومنها تكاثر شرار الناس.
LinesTitle@