من أهم المسائل التربوية في الصحة النفسية للفرد هي «التقييم»، فالتقييم أساس العمل الإصلاحي والتنموي، ولذلك حق علينا نحن أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام أن نقيم أداءنا لذاتنا وعطاءنا لأهلينا في الدنيا قبل أن نقف بين يدي الرحمن يوم لا ينفع مال ولا بنون، يقول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) «سورة التحريم، آية:6».
ومثلث الطاعة يعني الأصول السلوكية في طاعة الله عز وجل والواجب تكاملها، ويتكون من ثلاثة أصول تعمل على تكامل القوام النفسي والاجتماعي للفرد، وهي كالتالي:
٭ العبادات: أي الفرائض من صلاة وصيام وزكاة.. إلخ، والنوافل: أي السنن الرواتب وصيام التطوع.. إلخ من العبادات التطوعية.
٭ حصيلة قيم أخلاقية: أي سلوكيات مبنية على قيم ترتقي بإحسان عال في العطاء، وسنام القيم الأخلاقية «حفظ اللسان».
٭ العلم وسنامه (علم القرآن): لا أقصد العلم الأكاديمي - فاليوم أصبحت الشهادة الأكاديمية في التخصص شيئا لا غنى عنه، وإنما أقصد العلم الذي يكون بـ«مزاولة القراءة والتدبر والفهم وزيادة المعرفة بالله عز وجل»، والذي ينتفع منه المؤمن ويقوي به إيمانه، وينفع به الناس في أمور دنياهم، والذي يلعب دورا في ارتقاء النفسيات والفكر والأداء العام في العمل الإنساني، ويزيد من بصيرته للأمور، فالقراءة النوعية من السلوكيات الواجبة على كل مسلم، وذلك في قوله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) «سورة المجادلة، آية:11»، حيث تدعو الآية الكريمة إلى ربط الإيمان بالعلم، فلا إيمان دون علم، ولا علم دون إيمان.
وقد أسميته «مثلث الطاعة»، لأن العبادات وحسن الخلق والعلم، كلها تجتمع متكافلة كأصول للطاعة التكاملية لله عز وجل، والأساس في الصناعة الإنسانية - أي هي أمور حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، بل عظم شأنها وشدد عليها، لكونها أساس الدين الإسلامي - لصقل أفضل الشخصيات التي تليق بعبادة الله عز وجل، والتي هي أساس صناعة الحضارة الإنسانية الراقية على الإطلاق.
وعليه، فالتقييم مهم للإنسان حتى يعلم مكامن النقص في حياته ويكمله، ليكون متكاملا في نواحي أصول طاعة الله عز وجل، وعليه من المهم تدرج الفرد في التعلم واكتساب الخبرات من أجل أن يغطي احتياجات مراحله العمرية حتى يتمم المعادلة العمرية بنجاح.
[email protected]