الحمد لله الذي بلغنا رمضان إيمانا واحتسابا، وأعاننا على حمده وشكره وحسن عبادته، راجين منه العفو والعتق من نيرانه، وللعيد فرحة من بعد الاعتكاف على العبادة، ومقاومة الفتن التي تحيط بالمؤمن اليوم والتي هي سبب لافتقار الكثير من المسلمين اليوم إلى التكامل في الطاعة المكثفة في هذا الشهر الفضيل، وسبق أن شرحت في مقال سابق عن مثلث الطاعة الواجب تكامل أصوله في حياة المؤمن ألا وهو:
٭ العبادات: والتي تتمثل في الصلاة والصيام والزكاة والصدقة والسنن والرواتب.. إلخ.
٭ قيم أخلاقية: والتي تتمثل بإحسان الفرد في جميع سلوكياته وتفاعلاته القولية والسلوكية والفكرية أيضا.
٭ علم ومعرفة: والمتمثلة بكلمة «اقرأ» أول ما نزل من الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، فالعلم والمعرفة تكون بأمور ديننا ودنيانا وآخرتنا ـ فكلما تعلم منها المسلم زادت بصيرة قلبه، وهي أساس البناء النفسي والاجتماعي للفرد والذي يكون هدفا من أهداف العقيدة الإسلامية، وفي رمضان فرصة لقراءة القرآن المكثفة بعدد الختمات التي يجاهد بها المؤمن في ليالي رمضان، إلى جانب العلم الذي يستذكر به ويتعلمه ويستزاد به من خلال القراءة، غير مكتفٍ بقراءة القرآن الكريم فقط، وإنما الاهتمام بقراءة الكتب المفسرة له، والكتب العلمية التي بها شرح علمي للإشارات العلمية أي لآيات السماوات والأرض والفلك.. وغيرها في القرآن الكريم.
وعليه، فقيام المؤمن بتكامل طاعته لله عز وجل خاصة في شهر رمضان المبارك بعيدا كل البعد عن اللهو واللغو والجهل في السلوكيات الاجتماعية التي تنقص من أجر المؤمن، فذلك من دواعي الفرحة له وللمؤمنين أقرانه عامة في ليلة العيد لما بذلوه من جهد ونجاح في أداء عباداتهم، شاعرين ببركة الوقت والجهد والصحة والصلاح، فيستبشرون بغفران الله لهم بإذنه وعونه، فيواصلون بشغف بما أتاهم ربهم من همة وطاعة في العبادات وتهذيب للخلق وصلة الرحم وحب الناس وإفراح الصغار والكبار ونشر الطاقة الإيجابية لمن حولهم.
ففرحة العيد لا تكون فرحة من فراغ وإنما هي نتيجة همة وجهد وتعب مبذول، وتجديد العلاقة بين العبد وربه واكتساب قيم جديدة وتعديل للسلوكيات غير المرغوب فيها، وصفاء الذهن والبال، والراحة النفسية التي تعزز الصحة النفسية للمؤمن، فيرتقي للشخصية والنفسية التي تليق بعبادة الله عز وجل.
LinesTitle@