بقلم: شيخة عيسى
يعتري مجالس النساء والرجال اللغو الزائد، الذي طالما جر الكثير من المشاكل التي يخلف من ورائها «خراب البيوت»، فاللغو أصبح اليوم ملاذ تلك المجالس للنساء والرجال، وهو يبتعد كل البعد عن طرح مواضيع ثقافية أو دينية يمكن من ورائها الإفادة والاستفادة، ومن أعظم الابتلاءات التي يبتلى بها الانسان: آفات اللسان، ومنها السب واللعن والفحش والكذب والبذاءة والغيبة والنميمة، فرب كلمة ألقت صاحبها في النار، ورب كلمة قد هدمت مجتمعات بأكملها، ويقول الله عز وجل: (إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) «ق: 17 ـ 18»، وروى الإمام أحمد والترمذي عن بلال بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه»، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا: «....ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» (رواه البخاري ومسلم)، وكذلك من الأحاديث ما روي عن الإمام أحمد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه».
فالصمت لغة حضارية، فهو يعبر عن الرضا والخير، وأحيانا يحل مشاكل تعتريها الأزمات التي لا حل لها، وهو فن من فنون الحوار، وهو صفة تعكس على صاحبها الرقي والخلق والسمعة الحسنة، فالرقى والحضارة لا يكونان بالملبس والمأكل ونمط المعيشة وأفكار جديدة مستمدة من قيم مجتمعات أخرى سبقتنا بالتطور التكنولوجي، وإنما الحضارة والرقي لمن اتبع تعاليم ديننا الحنيف، بكل ما جاء به، ومن تعاليمه حديث الزاوية «الصمت»، فالتحلي به ومن ثم غرسه في نفوس أبنائنا، غاية تكون من ورائها قوة حضارية راقية.
sh_bird77@