الكثير من المسلمين اليوم وخاصة أفراد مجتمعنا من يعيش في أزمة الفراغ الفكري، وهو السبب المباشر في تحور ثقافتنا وهويتنا كمسلمين، والفراغ الفكري هو جميع السلوكيات التي تصدر منا دون وعي أو فكر، فعلى سبيل المثال: هوس الشراء - هوس الماركات العالمية - هوس التسكع بالأسواق ليلا ونهارا - هوس الموضة غير اللائقة مع قيمنا - التقليد الأعمى- متابعة أخبار الناس - التكلف والتشدق - رمي الكتب بسلة المهملات بعد الانتهاء من دراستها - المادية - الاحتفال بالكريسماس والهالويين ومشاركة الغرب في احتفالاتهم - الانغماس في حياة الترف... والكثير من السلوكيات الملحوظة على الكثير من الناس اليوم، وهذا ما يدل على اندثار أمرين لأفراد المجتمع: التعليم الجيد البناء - والبناء الأسري القيمي الأخلاقي، فالمعادلة تقول: إن الفراغ الفكري = ضياع الأهداف، إذن مجتمعنا في خطر ما لم نتقدم خطوات بناءه في معالجة الأمور الملتوية، فمن آثار الفراغ الفكري على الفرد والمجتمع:
- الفوضى الفكرية.
- التناقض الفكري.
- التناقض الاجتماعي.
- ضياع الأهداف بالدرجة الأولى.
- تدني الفكر والثقافة.
- تدني المستوى القيمي الأخلاقي.
- عدم التحكم في الانفعالات.
- ضياع الهوية.
- تفشي الجهل.
- تفشي مشاعر الغيرة والحسد والنميمة.
- التفكك الأسري.
- التفكك الاجتماعي.
إن الفراغ الفكري ظاهره خطيرة تنتج من وراءها ظواهر صغيرة تحت شعار الحرية الشخصية، فديننا دين قيمي أخلاقي فكري ومن لم يتبع تلك المبادئ والقيم ويستدخلها في حياته وبفكره الصائب فسوف يسبح في بحر الحماقة إلى ما لا نهاية، والحماقة تعني قلة التفكير وعدم التمييز وضعف العقل في الرؤية السليمة في التصرفات والسلوكيات، فكيف لنا أن نصلح ما انتشر في مجتمعنا من ظواهر سلبية وفوضى فكرية حياتية.
إن الأسرة اليوم في حرج كبير لفقدانها الكثير من القيم وضعف السيطرة اللازمة على الأبناء في توجيه أفكارهم وسلوكياتهم وحمايتهم من أشباح العصر ألا وهي: النت والأجهزة الذكية، حيث يتبقى لنا المدرسة والجهد الذي من الواجب اليوم أن يبذل وينصب على إعادة بناء المجتمع من جديد من الناحية الاجتماعية - والنفسية - والفكرية - والثقافية، فإن تمكنت وزارة التربية والتعليم من ضبط زمام الأمور فسوف ينعكس بدوره على النهضة التعليمية والصحية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعمرانية وغيرها من طموحات التنمية والنهضة، وأول ثغرات الاهتمام بالبناء الأخلاقي والنفسي ينصب على المعلم بدءا من مدرس رياض الأطفال إلى أستاذ في الجامعة، فمن لم يمتلك منهم المهارات اللازمة من أجل تنشئة فرد راق ينعكس رقيه على المجتمع فليبعد عن السلك التعليمي فورا، ولي مقالات كثيره في هذا الصدد، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
@family_sciences