عقول بشرية مليئة بالجهل والفوضى والتناقض، والظواهر الاجتماعية والفكرية وغيرها تتشكل وتتبلور بمرونة وبطريقة تستعبد الكثير من تلك العقول البشرية، ومحاربة تلك الظواهر أصبحت خارج نطاق السيطرة، فعلى سبيل المثال ظاهرة مشاهير (السوشيال ميديا) بمختلف مسمياتهم الحديثة وما خلفت تلك الظاهرة من استعباد الملايين من البشر من خلال متابعتهم وتأثرهم بهم ومجاراتهم لحسابهم الشخصي، كما أن من الظواهر الخطيرة والغريبة هي نشر الفكر المتبلور باسم الدين، فعلى سبيل المثال هناك من ينشر أفكارا وسلوكيات غريبة تحت عنوان التخلص من الطاقة السلبية واعلاء الروح الايجابية بطريقة غريبة تخدع وتستعبد العقول التي يعتليها الجهل في زمن العلم المتطور والمعرفة، وللأسف هؤلاء الأشخاص يقومون بتقديم دورات ومحاضرات دون رقابة على محتويات الدورة من أفكار واتجاهات واهداف والتي تستند إلى شهادة المدرب المعتمد المتاحة للكثير من الأفراد الذين لا يملكون تخصصا ولا اتجاها قويما سليما فقط ينظر للأمر على نحو مادي بحت ويكون ضحية ذلك المتدربون الذين يستمعون وأكثرهم جاهلون بالحقائق العقائدية والحياتية فيتبعون ما يقدم لهم بجهالة ومن ثم تختلط الأفكار والعقائد والثقافات، وذلك سبب من أسباب الفوضى الفكرية العقائدية اليوم التي تعاني منها كل أسرة، ومن الظواهر السياسية الفكرية كذلك مناشدة الكثير بما يسمى بالدولة المدنية رغم أن الكويت ليست بالدولة المدنية بل هي إسلامية بحتة منذ نشأتها، وهذا ما يجر المطالبة بحرية الديانات والحريات الشخصية المعارضة للأعراف علنا مما يفتح المجال لزعزعة العقيدة بشكل أكبر.
فتلك الظواهر الخارجة عن سيطرة الكثير من المجتمعات اليوم لعلها هي تمهيد عظيم لظهور المسيح الدجال الذي يخدع عقول الجاهلين بسهولة وسحر في تصديق ما يفعله وما يستطيع أن يقدمه لهم حيال تصديقه والايمان به.
إننا نعيش وضعا خطيرا يزعزع ديننا وفكرنا الإسلامي القويم ويجعلنا أسرى مستعبدين للكثير من الأفكار والسلوكيات والتي لا يستطع الكثير مقاومتها في ظل مسميات الحضارة والتطور ومجاراة العصر، دون أدنى فكر يحمي الفرد وأسرته من إصابات فكرية تلقي بهم بهاوية الجهل الظالم، وما أدراك ما الجهل الواقع علينا اليوم فهو منبثق من أمر في غاية الخطورة لقوله تعالى (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) (النور:15)، تهاون الفرد في الأمور البسيطة الصغيرة هو سبب خداعه الفكري الفوضوي الذي يعيش فيه بسبب جهله لكواليس اهمال وتجاهل الأمور الصغيرة في حياته، والتي لا يدرك خطورتها عليه نفسيا واجتماعيا، فعلى سبيل المثال: الكذب، الغدر، عدم احترام للوقت، التكليف، اللباس العاري والتبرج المبالغ فيه، اهمال الآباء صداقة الأبناء ومعالجة وقت فراغهم بدل التسكع بالمولات والشوارع والمقاهي، عدم الوعي بتقنين الترف الذي نعيش فيه، مجاراة الموضة التي لا تناسب عقيدتنا وتقاليدنا، متابعة الغرب، تنشئة الأبناء على الرطانة اعتقادا أن ذلك من الرقي، تشجيع الفتيات على البغاء دون قصد من خلال اظهار مفاتنهم دون غرس الفكر السليم الذي يبني الفتاة والشاب أيضا نفسيا على الحياء والعفة والستر، الابتعاد عن الدين ومعارضة مشايخنا ومفتيينا اليوم بشكل متعسف عنيف دون ادنى احترام لمكانة ذلك الشيخ أو المفتي إن افتى بقضية أنها لا تجوز من قول الله تعالى وقول الرسول، فعلينا كمؤمنين مسلمين أن نحافظ على قوامنا الفكري والعقائدي واحتواءه بالأسس والمبادئ الربانية التي خلقنا الله تعالى عليها لكي تكون اسلوب حياة لإنسان قويم النفس والفكر قوي المبادئ سليم العقيدة بعيدا عن الفوضى بعيدا عن التناقضات والجهل.
family_sciences@