كتبت في مقال سابق عن المبادئ الكونية في خلق الله للكون، وذكرت أنها ثلاثة مبادئ ألا وهي التنوع والمتشابهات والنسبة والتناسب، ولكنني نسيت مبدأ مهما رابعا ألا وهو التغير، ومعنى التغير في اللغة:
- احداث شيء لم يكن قبله أو انتقال الشيء من حالة إلى حالة أخرى.
فحكمة الله تتجلى في هذا الكون أن لا شيء يبقى على حاله، فكل شيء في تغير وتبدل في الحال مستمر من أصغر الأشياء خلقا إلى أكبرها، فسبحان الله وبحمده الذي تجلت قدرته في كل شيء، وعندما أتحدث عن التغير فإن أكثر العوامل المؤثرة بالكون هي التجديد والحركة والتطور، كما ان التغير مهم لاستمرارية الحياة فهو الحياة بحد ذاته وهو أمر مهم لإثبات أن للحياة قيمة نشعر بها، كما أنه دليل قاطع بأن الدنيا زائلة مادام التغير فينا عنوانا، أما بالنسبة لفلسفة التغير وكيف لنا أن نخترع ونبدع في الجديد، يرى العلماء أن الجزء الذي يمكن رؤيته بالكون يقع تحت قوانين فيزيائية عادلة وأنها تنطبق على أي مكان في جوهرها، وهذا يجرنا إلى حقيقة أن الكون قابل للمعرفة، وهنا تتجلى حكمة الله في التغير من أجل الاستمرارية وتعزيز مبدأ التكرارية من أجل ثبات عنصر الحياة واكتشاف الكثير من العلوم والأسرار في هذا الكون العظيم فسبحان الذي علم الإنسان ما لم يعلم.
كما أن التغير يحث عليه القرآن، ووضع له سنن أحكام منها: الاستئذان - الصبر والشورى - الإصرار والعزيمة - الإرادة - الجهاد، فالله عز وجل وضع فينا قوة من أجل التغير ولكن الكثير من البشر لا يمتثلون لثقافة التغير للأفضل ويفضلون إبقاء الحال على ما هو عليه، فالتغير ثقافة ومن يتمثلها يجد الخير الكثير في حياته وبعد مماته فهي سنة من سنن الحياة.
يقول الحق تبارك وتعالى: (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم) «الأنفال: 53»، ويقول عز وجل: (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال). «الرعد:11».
family_sciences@