الكثير يعانون من صراعات نفسية جراء ممارسات خاطئة بين أفراد الأسرة تجاه بعضهم البعض، وتكون سببا في تهديد استقرار وأمن الأسرة، وفي حال فهم تلك الممارسات وتصحيحها فسرعان ما تهدأ النفس وتستقيم العلاقة للأفضل، فالعلاقة الإنسانية الهشة والضعيفة معرضة للتفكك والهدم لأتفه الأسباب، وذلك بسبب صراعات نفسية منها:
- قلة الاهتمام تولد الكراهية، فلا بر ولا إحسان مقابل جفاء وأنانية.
- والانكسار يضعف الهمة، فلا همه أو مبادره من قلب منكسر مهزوم.
- وكثرة الكبت يولد الفرقة، فانعدام الحوار وعدم فتح المجال له يثقل على النفس ما لا تطيق أن تتحمله، ومن ثمه تجف العواطف ويبدأ التفكك وتتم الفرقة.
- وقلة الوازع الديني تهدم أسرة بأكملها، إن دين الفرد القويم يجعل من الحياء خلقا له ومن قيمة الغيرة المحمودة التي تدفعه إلى احتواء أفراد أسرته.
فالعلاقات الإنسانية كلما ازدانت بكرم الاهتمام والتقدير والمحبة زاد أمنها واستقرارها وبالتالي تماسكها وصلابتها، فمهما تعرضت لمشاكل اجتماعية ونفسية فلا أثر عليها بالسلب بل بالعكس، فالمشاكل عندها تجدد من تماسكها وحبها واستقراراها.
فأفضل العلاقات الإنسانية هي من تقوم على أربعة: إحسان وبر عال - نظام مقنن - تكرار أفضل السلوكيات والمبادرات - التفاهم والحوار بعيدا عن الانفعال والصراع.
وفي الختام أحب أن انوه إلى أنه لا توجد علاقة إنسانية كاملة إلا وبها من الأخطاء الكثيرة التي من إيجابياتها تعلم الخبرة في معالجة المشاكل والتي بدورها تعزز أفضل ثقافة أسرية راقية، كما أن تطبيع ما ذكر سلفا في سلوكياتنا وتفاعلاتنا الاجتماعية بنسبة لا تقل عن 75% يضمن لنا السعادة والتوفيق الذي ينبع من الشعور بالأمن والاستقرار النفسي لأفراد الأسرة الواحدة، وأختم مقالي بقول الله تعالى: (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين) (التوبة: آية 109).
family_sciences@