تنعدم المعاني التربوية في مدارسنا، فقد تخبطت السياسة التربوية في إعداد مدرسين أكفاء، حيث سياسة معاملة المعلم للتلميذ أو للطالب يجب أن تأخذ مآخذ تربوية تتمثل في ضبط الانفعال والصمت عن الألفاظ الجارحة والمسيئة، فإن أهم المهارات التربوية للمعلم تكمن في: العطاء في الحب ونشر القيم وضبط الانفعال، وللأسف فتلك المهارات في فوضى عارمة داخل الحرم المدرسي، فالمعلم دائم الانفعال والضجر ويتعامل بأسلوب الضرب والعقاب المحبط والشتم والإهانات، في حين الطلاب يكتسبون مفاهيم وعادات منها: جفاء عاطفي، انفعالات دون قيود، أسلوب الاستفزاز، إلى جانب الفوضى والتردد والخوف والتناقض والتسيب والاستهتار، وكلها أمور تصب في خلق اضطرابات نفسية لدى الطالب، وعليه نجد تراجع تنمية أبنائنا النفسية والاجتماعية والتعليمية أيضا إلى الخلف دون تقدم.
«وقفة تأمل»: أين هي القيم الأخلاقية في السلوك والفكر التي من واجب المدرسة أن تنميها في نفسية الطالب؟ وكيف لنا أن نخلق جيلا واعيا راقيا، وهو ينشأ على القسوة والعنف من قبل أكثر المعلمين في مدارسنا؟!
فالأسلوب التربوي أهم وأقوى من مهارة التعليم أو بمعنى آخر توصيل المعلومة للمتعلم، حيث التركيز على مهارات التعامل مع الطالب أجدر في العملية التعليمية لأنها أساس أهداف السلك التعليمي كله، وأهم مهارة تربوية للمعلم هي السكوت أو الصمت عند الغضب، فذلك أفضل من التلفظ بألفاظ تنعكس سلبا على دوره كمرب ومعلم، فالتربية والتعليم وجهان لعملة واحدة، فلا ثمرة للتعليم دون التربية ولا ثمرة للتربية دون تعليم.
عزيزتي وزارة التربية والتعليم، إن إعداد المعلم الواعي تربويا أفضل من إعداده كآلة تفريغ معلومات جامدة في معطياتها التربوية في الحب والثقة والهدوء والضبط النفسي والعقلانية في معالجة الأمور، فالمعلم عصب العملية التعليمية وإعداده وتأهيله للمهنة أولى خطوات التقدم والنجاح لأي مجتمع كان.
family_sciences@