المعاضل التربوية تزداد سوءا مع تقدم السنين، والسبب ضرب القيم والإهمال التربوي الذي هو سبب خلق الظواهر السلبية، فلابد من أبعاد تربوية نجتهد بها من أجل غرسها في نفوس أبنائنا.
لعل الغالبية العظمى من الناس اليوم مستنكرون الوضع السلوكي والفكري للجيل الجديد، ولكن لا عجب في ذلك، فالفوضى الاجتماعية والفكرية والتناقضات النفسية لدى الآباء والأمهات هي السبب في جميع المعاضل التربوية.
فللأسرة دور كبير في غرس القيم والمدرسة مكملة لها في إحياء المزيد من القيم للمتعلمين، ومما لا شك فيه ان محور نجاح أي مجتمع مرتبط بجودة التربية والتعليم، فإن كانت كل من الأسرة والمدرسة تضرب القيم من خلال إهمال الأبعاد التربوية للأبناء من حيث الأسلوب التربوي السيئ في الحوار والفكر، والعداء والعنف الملقى على هذا الجيل من الجهتين، فما الذي سوف نتوقعه من هؤلاء الصغار؟
والثقافة لا تبنى في يوم وليلة إنها أثر تربية وتنشئة أجيال كل جيل جديد يأتي بالجديد ويغير ثقافة المجتمع إما للأفضل أو للأسوأ وهذه سنّة الحياة، والثقافة تدور حول عاملين مهمين: فكري وسلوكي، فاللباس ثقافة - واللغة ثقافة - والأسلوب البيئي المتبع ثقافة - والمبادئ ثقافة - والنظافة ثقافة - والاحترام ثقافة - والرقي ثقافة - والغيرة ثقافة - والهدوء النفسي ثقافة - والفكر الثقافة... إلخ.
فحتى نحصل على ثقافة راقية يجب اتباع السنة النبوية الشريفة بحذافيرها والتعمق بها وتعظيمها في نفوس أبنائنا، فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول «وإنما بعثت معلما»، ويقول «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، ويقول أيضا «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا»، فديننا مرتبط بالأخلاق بالدرجة الأولى، وكما نوهت في أكثر من مقال سابق فإن اكتمال الأخلاق لا يحدث إلا باكتساب رصيد قيمي وكل قيمة لها مفهومها الخاص وأبعادها النفسية والاجتماعية التي تضمن للفرد تربية صالحة راقية تنعكس على المجتمع بالإيجاب.
فكيف لأبنائنا أن يرتقوا بثقافتهم وهم يتعرضون لضرب قيمهم يوميا من الأسرة والمدرسة، فعلى سبيل المثال المعلم يتلفظ بأقبح الألفاظ وينفس عن ضغوطه من خلال تحقير المتعلمين، والإدارة المدرسية لا تعي ضرورة النظام التربوي، والأسرة تستسهل اللباس الفاضح والمتبع للموضات الغابرة التي تهين الشخصية المسلمة، ووسائل التواصل الاجتماعي تنشر القبائح من السلوكيات والأفكار ولغات الحوار الهابطة دون رادع أو مقاومة من الأسرة ووعي من المدرسة، والوالدان يهملان أبناءهما من حيث التوجيه والصلاة، والكثير الكثير من السلوكيات التي تنصب على ضرب القيم.
family_sciences@