لا شك أن معاناة المتعلمين وأولياء الأمور وقت اختبارات نهاية السنة كبيرة ولها أبعاد سلبية نفسيا واجتماعيا، لذلك لابد من استراتيجيات ترفع من البناء النفسي للطالب وتحسن من مستواه التعليمي ورفع جودة مخرجات التعليم لكي نرتقي للتنمية لا للتخلف.
إن الأساس الأول في صقل عملية التربية والتعليم هو «التكرار» فهو أساس رباني قائم عليه نظام الكون بأكمله، فكيف بحال البشر؟ إن عملية التعليم إن يسرت بشكل مرن، صنعنا بذلك جيلا واثقا من نفسه ذا صحة نفسية عالية، بعيدا عن القلق والتوتر والضغوط النفسية جراء التعليم بالإحباط واختبارات نهاية الفصل التي يعتليها القلق، والكاهل النفسي والمادي الملقى على عاتق الأسرة بسبب الدروس الخصوصية وضعف التعليم.
فاختبارات «الفاينل» لمن دون سن الحادي عشر أساس التعليم بالبصمة بعيدا عن التعليم بالإبداع والهدف، وذلك لأن الطفولة ومراحلها العمرية يجب أن تتمتع بالصحة النفسية والتعليم بالنشاط وهذا حق كل متعلم، أما سن الحادي عشر فهو مرحله انتقالية فكرية وسلوكية بشكل أكبر عن سابق عهدها، وذلك لأن ما يعقبها هو تحديد الهدف والتخصص، وبذلك يتم غرس روح المثابرة والتحدي للطالب.
ومن ناحيه أخرى نلاحظ العدوانية والعنف الزائد في سلوكيات المتعلمين نجد أن الاختبارات النهائية وتكرار نهجها على مدى سنوات هي أحد أسباب خلق جيل قلق وعصبي ومضغوط، فالتعليم لا يجدي نفعا دون تربية والتربية لا تجدي نفعا دون التعليم فهما وجهان لعملة واحدة من أجل صحة نفسية ممتازة.
إن عملية التربية والتعليم يجب أن تقوم على ثلاث مهارات: اليسر دون العسر ـ الراحة دون الضغوط ـ الاستقرار دون القلق، كما يجب أن تبنى على استراتيجيات: الأنشطة ـ التعلم بالميدان ـ المرونة في التعليم ـ غرس القيم من خلال مهارات التعامل مع القدوة الحسنة (المعلمين ـ الإداريين).
فغالب ما يحدث على الساحة التعليمية مرفوض لأجل مصلحة أبنائنا نفسيا وتربويا وتعليميا، فالتعليم النظري الممل والتكدس المعلوماتي سبب في ضجر المتعلمين وضعف تلقي المعلومة ونسيانها، أيضا فترة الاختبارات النهائية وما يحدث خلالها من أفلام رعب للمتعلمين سبب في لجوء الطالب للغش دون تنمية القيمة المطلوبة في عملية التعليم ألا وهي إتمام مكارم الأخلاق، وجميع ما سبق يجب أن يتبناه المختصون كدراسات نفسية واجتماعية تبنى عليها أفضل الخطط والاستراتيجيات من أجل طالب مثقف خلوق مبدع.
family_sciences@