لحظة تأمل عندما أسترجع الحوارات التي دارت بيني وبين زميلات العمل والأقارب وغيرهن من المحيطات عن المشاكل التربوية التي تواجههن مع أبنائهن، وكم المسؤوليات الحياتية والالتزامات الأسرية الملقاة على عاتقهن، والضغوطات النفسية المتعبة التي أفتكت بصحة المرأة نفسيا وبدنيا جراء ذلك، ورغم صخب الحياة والمشاكل الاجتماعية والنفسية التي يبحرن فيها إلا أنهن يسعون دائما جاهدين دائما وراء الإصلاح من خلال استشارات أسرية تربوية بمقابل مادي أو دورة إرشادية توعوية.. إلخ من الحلول.
ولكن تبقى لحظة التأمل تجرنا لحال المرأة وإنصافها، ففي غالب البيوت اليوم المرأة قد سلبت منها أنوثتها والسبب هو قيامها بمسؤوليات جمة فهي تلعب دور الأب والأم في آن واحد، ورغم تلك الضغوط فهي تسعى دائما للإصلاح قناعة منها جراء غرس ثقافة لديها بأن زمام الأمور كلها في يدها وهذا الفكر خاطئ.
إن المجتمع له دور كبير في إنصاف المرأة، فهو يفتقر إلى أصحاب التخصص من الاستشاريين وغيرهم من التوعويين التربويين ممن يساهمون في توعية الرجل والأبناء بواجباتهم تجاه المرأة (الزوجة +الأم).
إن تقلد المرأة أدوارا اجتماعية ليست من تخصصها هذا أمر خطر على المجتمع ومستقبل أبنائه، فيجب أن يسلط الضوء على التوعية التي من أبرزها:
- ان دور المرأة في تربية الصبي ينتهي مع دخوله المدرسة حتى يتكفل الأب بتربيته وبشؤونه كاملة، وحتى يتسنى للأم التفرغ لتربية البنات وتنشئتهن التنشئة الصالحة وإدارة شؤون أسرتها وبيتها بهدوء واستقرار نفسي دون ضغوط نفسية تفتك بصحتها.
- ان الشؤون الأسرية والتزاماتها شراكة تتقاسم أعمالها بين الرجل والمرأة ولا يجدر تركها للعمالة المنزلية كاملة حتى يتسنى حماية الأسرة من المشاكل الأسرية المتفاقمة والفوضوية، والتي تجر العلاقات داخل الأسرة للتصدع المنتهي إلى الانفصال.
- إن البر له أشكاله وسلوكيات تبعث الراحة والسعادة في نفوس من حولنا، فيجب على المدرسة أن تعمل جاهدة على خلق جيل بار من خلال تعليمه سلوكيات خاصة ببر الوالدين والتي تساهم في خفض التوتر والقلق لدى المرأة الأم بالدرجة الأولى، كما يجب على المختصين والإعلام الإكثار من الترشيد والوعي بحقوق الأم والزوجة من أجل الحفاظ على صحتها النفسية والمساهمة في خفض الضغوط النفسية لها، فالمدرسة والإعلام والمؤسسات الاجتماعية لها دور كبير وفعال في المساهمة في إنصاف المرأة كونها نصف المجتمع من حيث حل مشاكلها النفسية جراء المسؤوليات الملقاة عليها، وإن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.
family_sciences@