مما لا شك فيه أن العملية التربوية التعليمية تقوم على أساس هدفين أساسيين، الأول: البحث والتفكر والمناقشة في المعطيات التعليمية والتي تكفل للمتعلم حصيلة لغوية بلاغية عالية، والثاني: التنشئة التربوية التي تعتمد على القيم الإسلامية الجميلة والتي تكفل غرس الإحسان بشتى أنواعه، وأختصر الهدفين السابقين بتعليم جيد وقيم تتمثل بالقدوة الحسنة، ولكي تتمكن وزارة التربية والتعليم من النهوض بمخرجات تعليمية جيدة، فلا بد من الاهتمام وتطوير منهج القرآن الكريم كمادة أساسية في التعليم تساعد الطالب على التلقي والاستيعاب لباقي المواد التعليمية، فعلى سبيل المثال، قديما كانت الكتاتيب التي تعتمد في تعليمها على القرآن الكريم، تخرج طلابا لديهم بلاغة عالية وقدرة في الاستيعاب والحفظ قوية جدا، وذلك يتوقف على فوائد تدريس القرآن حفظا وتدارسا وبحثا خاصة ونحن في زمن الإثباتات العلمية في الإعجاز القرآني بالعلم الحديث، فمن تلك الفوائد:
- صفاء ذهن المتعلم
- اكتساب قوة ذاكرة وحفظ وتركيز
- طمأنينة في القلب خاصة ونحن في زمن الاضطرابات والتوترات النفسية إلى جانب التخلص من الأمراض النفسية والجسدية المزمنة
- تبديد الشعور بالخوف والحزن الذي خلفته الحياة العصرية لأبنائنا
- اكتساب قوة في اللغة العربية من ناحية المعاني والتعبير
- اكتساب قيم
- سبب في بركة التعليم
- سبب في إغداق السعادة والفرح للمتعلم
- سبب في تقوية العلاقات الاجتماعية بين المتعلمين ونبذ العداء والعنف لما له الأثر في ترقيق القلب.
إنها بلا شك أمانة يجب الحرص في تعليمها وبقوة والاهتمام بالمهارات التعليمية والتربوية للمعلم (القدوة الحسنة) في تعليمه وتلقينه للمادة، فمادة القرآن الكريم اليوم سطحية في تعليمها، وحفظ الطالب للقرآن حفظ يعتمد على ذاكرة مؤقتة وقت الاختبار فقط، ولعل ذلك سبب قوي من أسباب ضعف التعليم في مدارسنا، حيث تطوير المنهج من حفظ ودراسة معان وبحث - بمعنى جعل الطالب يبحث عن معلومة في الإعجاز العلمي القرآني وتشجيعه على إلقائها على زملائه من المتعلمين ومناقشتها خطوة رائدة في التعليم والتطوير.
كما أن للتكرار أمرا عظيما في غرس محتوى المادة التعليمية من حيث الفوائد التي يكتسبها الفرد في الدنيا والآخرة، إلى جانب تكرار الآيات وبشكل يومي يكفل غرس قيم وقوة حفظ تكمن في ذاكرة الطالب الدائمة بدلا من المؤقتة إلى جانب البلاغة والطلاقة اللغوية للمتعلم، وبذلك يتحقق الهدف المنشود، فالأمر في غاية الأهمية من أجل النهوض بمخرجات تعليمية للأفضل.