صعوبة اتخاذ قرار بشأن تعليم أبنائنا الطلبة في ظل الظروف الراهنة أصبحت محط جدل وصار البت في الأمر مبنيا على ما يستجد من أمور متعلقة بالوضع الصحي للبلاد.
أشيد بتصريح وزير التربية ووزير التعليم العالي بأن «إنهاء العام الدراسي يعني غياب العدالة المدرسية وتكافؤ الفرص...»، فتحية كبيرة لأبناء الوطن المخلصين، ولكن وقفة يجب أن تتأملها وزارة التربية ووزارة التعليم العالي بشأن وضع أبنائنا التعليمي لجميع المراحل،
فقد أصبحت البيوت حاضنة
لهم لما يقارب الشهر الآن منذ وقف الدراسة وستمتد الفترة لأكثر من شهر، والله أعلم،
وهذا ما سينعكس بالسلب على الأبناء من الناحيتين التربوية والتعليمية، فالتعليم أهم جانب يجب أن يتخذ قرارات بشأنه سريعة ومرنة.
كان يجب على الوزارة تفعيل التعليم الإلكتروني عن بعد بدلا من البطالة التي يعيشها أبناؤنا، اجعلي يا وزارة التربية الطلبة يعملون كل حسب مرحلته العمرية وهم داخل بيوتهم، فمن حسن حظهم أنهم في عصر التكنولوجيا الذكية، إلى جانب توافر الإمكانيات المادية في التواصل الإلكتروني عبر الأجهزة لكل طالب سواء كان كويتيا أو مقيما، وحتى يكون التعليم الإلكتروني فعالا في ظل الظروف الحالية يجب أن يبنى على ثلاثة أهداف تربوية وتعليمية وهي:
1- تعزيز الدراسة بالبحث العلمي الذي يرفع من ثقافة الطالب وطلاقته اللغوية.
2- تعزيز التعليم بالأنشطة من خلال البوابات الإلكترونية للوزارة.
3- تعزيز الناحية التربوية بصقل الهوايات وتشجيعها ومن ثم إبراز المواهب منها.
إنها فرصة عظيمة من أجل البدء بالعمل وتجربة مدى فاعلية الجانب الإلكتروني في دعم التعليم الجيد، وطالما نوهت لعدة أمور أساسية ومهمة تعمل على رفع جودة التعليم في مقالات سابقة والتي من الممكن أن تدعم بالتكنولوجيا، ألا وهي: تمديد الساعات الدراسية اليومية، التعليم بالنشاط، وصقل الهوايات وتشجيعها، فهي من الأمور المهمة التي تعزز الجانب التربوي في التعليم، فلا تعليم من غير تربية ولا تربية من غير تعليم فهما وجهان لعملة واحدة.
كما أنها فرصة في تغيير مسار التعليم بالبصم الذي أهلك كاهل نفسية الطالب وأسرته، وهذا سبب في تراجع التعليم وجودة مخرجاته التعليمية، حيث إن تدني التعليم يرجع لعاملين سلبيين ألا وهما: تقليص أيام السنة الدراسية، والتعليم بالبصم الذي يعمل على قمع التفكير الإبداعي للطالب.
فلرب ضارة نافعة، يجب الإسراع في معالجة موضوع التعليم بمرونة تامة ومعالجة القضايا التربوية بما يتناسب والمتغيرات العصرية التي تدخل في تغيير المسار التربوي والتعليمي لأبنائنا، وأخيرا، فليساند التعليم الإلكتروني التعليم التقليدي.
حمى الله الوطن وأبناءه من كل مكروه.
family_sciences@