من الأمور المهمة في تعليم الأسرة لأبنائها هي عدم اعتماد الأسرة على المدرسة، وإنما دعوتي للآباء والأمهات تحت مظلة الظروف الحالية إلى تكريس ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا في حفظ القرآن وتدارسه لأبنائهم الصغار والكبار، وذلك اختصارا للأهداف التربوية التي توقفت منذ أشهر والظروف التي نسفت العام الدراسي نسفا محبطا، لولا الإمكانيات التعليمية المتواضعة لوزارة التربية والتعليم بالكويت لما حدث ذلك، ولكن أدعو لها بالشفاء العاجل من التراجع الإداري للتعليم، على أية حال، رسالتي للآباء والأمهات حرصا على ثلاثة أهداف تعليمية، ألا وهي: تقويم البلاغة والثقافة والسلوك للأبناء بمختلف أعمارهم، دعوة إلى التركيز على حفظ ودراسة ثلاث سور من القرآن الكريم ألا وهي:
- سورة الرحمن
- سورة لقمان
- سورة الكهف
لا شك أن القرآن الكريم كله عظيم وخير وإنما اخترت لأبنائنا السور الثلاث السالفة الذكر لأسباب وهي:
أولا: سورة الرحمن: عروس القرآن ولما لها من جماليات بلاغية وفكرية تحتاج تأملا من كل من الطالب وولي أمره، فهي تجمع بين قدرة الله في الكون ووصف الجنة والنار، والإعجاز العلمي والقرآني في الوصف والتشبيه، كما أنها تحتوي على أكثر عدد تكرار من سور القرآن، والتكرار في سورة الرحمن يكمن في آية (فبأي آلاء ربكما تكذبان) حيث تكررت 31 مرة، كما أن لهذا الرقم الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم، والذي لا يسعني شرحه لمحدودية كلمات المقالة، وتكرار الآية السابقة هي أن الله عز وجل يخاطب الثقلين الإنس والجن فيقيم عليهما الحجة بهذه السورة العظيمة بتعدد النعم (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)، وبذلك تتوسع مدارك أبنائنا بتلك النعم من خلال الوصف القرآني لها.
ثانيا: سورة لقمان: وفي هذه الصورة إعجاز بلاغي خلقي سلوكي تربوي، من خلال نصائح لقمان الحكيم لابنه في تقويم السلوك وحسن المعاملات والثقافة الاجتماعية التي من شأنها أن تعلي من الذكاء الاجتماعي والعاطفي لابنه، كما أنها سلوكيات تقوم الرجولة عند الشباب، وتصقل الشخصية لدى الفتيات أيضا، إلى جانب أنها رسالة من الله لبني البشر بحقيقة الخلق والحياة فتثقل موازينهم إن اعتبروا بها (والعاقبة للتقوى).
ثالثا: سورة الكهف: والتي تحتوي على مشاهد وقصص فيها العبر وفيها الفكر الذي يسمو بإدراك وتحليل مواقف الحياة المختلفة وكيفية التعامل معها والأخذ بالعبرة السامية التي تغرس في ذهن الأبناء وتلعب دورا في صناعة العقل الباطن الذي يتحكم في اتجاهات وسلوكيات الفرد بنسبة أكبر من 90%.
فمن النعم الكبيرة التي أنعم الله بها علينا اليوم نعمة سهولة التوصل للمعلومة عبر أجهزتنا في دقائق، فلنستثمر تلك النعمة بالمفيد، حتى يحيى أبناؤنا حياة طيبة.
family_sciences@