اللغة القرآنية لغة غنية بمفاهيمها العلمية الإعجازية، فالقرآن الكريم مليء بالإشارات العلمية التي تثير فضول العلماء في عمل أبحاث علمية للتوصل إلى اكتشافات مبهرة لصالح البشرية من جهة والتأمل بقدرة الخالق الإعجازية من جهة أخرى، للنبات عامة مكانة كبيرة في السرد القرآني سواء كان لضرب الأمثلة كتشبيه للحالة أو إشارة علمية قرآنيه لبني البشر للحلول العلمية في العلاج البدني أو السلوكي الإنساني، فقارئ القرآن يلاحظ تلك التشبيهات المطلقة في الدقة للغاية بضرب أمثلة عديدة كإشارات علمية، فالقرآن والعلم وجهان لعملة واحدة.
فالحقائق العلمية تثبت وتكشف لنا أسرارا قرآنية عن أهمية النبات لكونه أصل الحياه على سطح الأرض ولولاه تفقد الأرض خاصية البيئة المناسبة للحياة عليها، حيث إن العمليات الحيوية التي يقوم بها النبات على سطح الأرض وفي قاع البحار تضمن استمرارية الحياة، فالنبات مصدر حياة متكاملة، حيث إنه الغذاء والرزق ومصدر للطاقة ودواء والجمال ونقاء الهواء الذي يتنفسه الإنسان، فإن اختلال تلك العمليات الحيوية للنبات نظرا لفساد الإنسان في البر والبحر يشكل انعكاسات خطيرة تهدد صحة الإنسان وغذائه ورزقه، أما بالنسبة للبيئة فإن ذلك يؤثر على عوامل كثيره منها: ارتفاع درجة حرارة الجو - الذوبان الجليدي - انقراض بعض أنواع الحيوانات التي تتغذى على النباتات وانقراض لبعض أنواع مهمة من النباتات – الفيضانات نتيجة اختلال في العمليات الحيوية الطبيعية التي تقوم بها النباتات، وخاصة في المناطق المكتظة بالغابات - ارتفاع التلوث البيئي - احتراق الغابات... فالغابات تعتبر قوام الحياة وتؤدي وظائف استثنائية وضرورية تساعدنا على البقاء على قيد الحياة على سطح الأرض، كما أن الاختلال في العمليات الحيوية للنباتات سوف تتطاول منابع الرزق والعلاج للإنسان والتي تكمن في الاحتياجات الأساسية لسبل عيشه واستمراريته بأمان.
فعلى سبيل المثال، يقول الحق تبارك وتعالى: (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون) «يس:80»، فهذه الكلمات القرآنية البسيطة من قبل ألف وأربعمائة سنة اكتشف اليوم بالعلم الحديث أن جميع مصادر الطاقة على الأرض هي من أصل نباتي، حيث الغاز والفحم والنفط والنار، كما أن الشجر الأخضر له القدرة على أخذ نسبة من الشمس وأخذ نسبة من ثاني أوكسيد الكربون ليحلل ثاني أوكسيد الكربون إلى مكوناته الأساسية ليطلق الأكسجين الذي هو روح الحياة.
وعلى سبيل المثال أيضا، يقول المولى عز وجل ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها).. في سورة إبراهيم آية 24، والإشارات العلاجية لأمراض العصر في ذكر التين والرمان وزيت الزيتون واليقطينيات في سور متفرقة منها سورة نوح والتين والرحمن والأنعام ويونس ويس والفتح والنحل...إلخ، كذلك يضرب الله (مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة..) في سورة النور آية 35 فالتشبيه القرآني بالنبات ومشتقاته كالشجرة يدل على أن للنبات انعكاسا بالخير الدائم المستمر بإذن ربه وهو محور حياتنا على الأرض.
family_sciences@