يقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم: (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم)
(سورة النور:35)، في هذه الآية الكريمة يشبه الله نوره تشبيها دقيقا، وبتفسيره وبيان معانيه يجعلك تبتسم وأنت في غاية السعادة لا يسعك إلا أن تقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، يقول صلى الله عليه وسلم: «أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه».
في ذكرى وفاة الأستاذ الدكتور صبري الدمرداش رحمة الله تعالى (أغسطس 2016)، اقتبس تفسيره للآية الكريمة (الله نور السماوات والأرض) حيث إنه رحمه الله فسرها تفسيرا منطقيا علميا بما يتناسب مع معطيات علم الفلك وأبحاث الفضاء ملتزما بالنص القرآني بما يتلاءم مع ذات الخالق وعظمته:
٭ (كمشكاة): «المشكاة لغويا هي الفجوة المظلمة التي لا نور فيها أي الكوة التي كان الفلاحون يستخدمونها لوضع الجاز في الجدار، وهي إشارة علمية للسماء المظلمة بعد مغادرة الغلاف الجوي».
٭ (المصباح في زجاجة): «والمصباح اشارة علمية على أنه القمر، لأن القمر كالمصباح المغلف بالزجاج، حيث تبين علميا من نتائج تحليل صخور القمر السطحية التي وصلت إلى الأرض أن الغلاف السطحي له يحتوي على نسبة عالية من الزجاج».
٭ (الزجاجة كأنها كوكب دري): «الزجاجة التي تمثل الغلاف السطحي للقمر ليست كوكبا وهي حقا كذلك لأن القمر ليس كوكبا، وإنما تابع لكوكب الأرض، وبذلك فهي كالكوكب الدري المتلألئ الذي لا يضيء بذاته ولكنه يستمد ضوءه من مصدر آخر ثم يعكسه إلينا».
٭ (يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار): «ذهب المفسرون إلى أن «شجرة» هي شجرة الزيتون مزروعة فوق جبل» ولكنه رحمه الله لا يعتقد أن الشجرة موجودة على ارض الواقع لأنها لو كانت كذلك لكانت إما شرقيه أو غربية، وعليه فإن «الشجرة في السماء هي الشمس، والتي يمكن اعتبارها مجازا الشجرة المباركة المشار إليها في الآية الكريمة، وذلك للأسباب أولها أن الشمس بلا شك هي شجرة الطاقة حيث الطاقات المختلفة على سطح الأرض تستمد كلها من الشمس مهما كانت مصادرها، ثانيا أن الشمس تشبه الزيتونة في شكلها الكروي، كما أن قرصها الذي نراه أملس خاليا من النتوءات والتفرعات يظهر لنا إبان كسوفه وقد تفرعت منه ألسن متوهجة تمتد في الفضاء خارجه عشرات الألوف من الأميال وكأنها شجرة كثيرة التفرعات، ثالثا الشمس ليست في الشرق ولا في الغرب وهذه حقيقة علمية اكتشفها العلم الحديث نظرا لدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس».
٭ (نور على نور): «أوضحت لنا الآية الكريمة معنى النورين العظيمين ألا وهما نور الشمس الذي ينشأ ذاتيا من توهجها بالإشعاعات الناتجة عن الاندماج النووي وليس باحتراقها، ونور القمر الذي ينشأ من انعكاس ضوء الشمس على صخوره السطحية».
فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، رحم الله الأستاذ الدكتور صبري الدمرداش وأسكنه فسيح جناته.
family_sciences@