صلاح الساير
لم أكن قد بلغت السابعة من عــمـري حين انتــقلت أســرتي من المـرقــاب إلى منطقـة القـادسـيـة حـيث ترعـرعت هناك، فـصـادقت «كــاظـم» وتعــرفـت إلى «عــبــاس» وجلسـت على مقاعـد الدرس مع «حسين» و«مـراد» جنبــا إلى جنب، فــــدخلت إلى منازلـهم، وتعـــــرفت إلى آبائـهم وأمـهــاتهم، وعـرفــوني، فغمروني بالعطف والحنان اللذين يـغـمــرون بهـمــا أبنـاءهم، فـكانـوا بمنـزلة الأهل.
دارت الأفـلاك دورتـهـا، وصـادقـت الكثـيــرين من أخوتي «الكـويتـــيين» الشـيـعـة، والحـسـاوية، والبــحــارنة، والعــجم، والبـلوش وســـواهـم من السنة مـن بدو، وحـضــر، وقــرويـة، وفــيلـكاوية، وزبارة، وفوادرة، وكنادرة و«بدون». فـكانت هـويتـنا «الكويتية» تجمعنا وتطغى على المـذهب والقــبـليــة والجــــــــذور والأوراق الثبوتية.
كنا، ولا نزال، نحـمل في دواخلنا هذه «الشـخصـية الكويتـيـة» التي تجلت في مقارعة الاحـتلال الصدامي حين اصطف الـكويتـيــون معا، كتفا بكتف، مثلما كانوا على الدوام عـبـر تاريخـهم الجيد.