صلاح الساير
يقـول الشــاعـر البــحــرينـي علي الشرقـاوي «اختلف لا تأتلف»، والشاعر الـــكـــويـــتـــي عبدالرحـمن النجار يقول «يا صديقي لا تخــاف مــا يضــر الاخـتـــلاف»، أما الشــاعر السعودي مـسـفـر الدوسـري فـيـحـــسم الأمـر، ويلـفت أنظارنا إلى روعة الاختلاف حــين يـقـــــــول «تــــدرون مـــــن يشــبـهني فــيكم؟ واحـد ما يشـبـهني بشي».
سألوني ذات يوم «هل أنت مـدرسة»؟
أجبت نعم، لـكنهـا مدرسـة بلا جدران، بلا مـقاعـد للدرس، وليس فيهـا تلاميذ، فــــمـــثـلي يـكره المريدين والأتـبـاع، والمتـــشــبـــهين، ويحـــــرض عـلى الاختـلاف، فمـازلت تحت الـشـــــمس، أحاول أن اقنــع ظلـي «المســــكين» بأن يخــتــار دربا آخــر غـيــر دربي، ويـتــــــوقف عـن ملاحقتي.
ولـو تـشـــابـه اللـيل والـنهـــــار لوقـعـنا في ورطة، وكـــــــذلـك المــد والجزر، فالاختلاف رحــمـــة، والمرايا الذكــيـة تـلك التي تعـكس صـــــورة أخرى لك، بيــد أن كل المـرايا زجـــاج مصقـول بالغبــاء، أما حــبــيـبــتي، فـوحــدها تمــتلك سـحــر الحــكـمـة حـــين تلـــوح لي مـن الضـــفــــــة الأخرى.