صلاح الساير
نتذكر نهـضة بلادنا قبل سنين مـضت، ونبكي الأيام الخـوالي، والجـد الضـائع، والإنجازات، والتــفــرد، والريادة، غير أننا في غمرة الدمع السـفـيح ننسى بناة تلك الـصــروح وصــائدي الأحلام الـكبـيــرة، أولئك الرجال الذين نهـضت البلاد على أكتافهم في الثـقافـة والاقـتــصـاد والريـاضـة والسياسـة والتعليم والفن والإدارة.
ربما نتــذكــر وجــوه أولئك الرجــال الكبـار، أو نحـتـفظ بصـورهم، وقـد نذكر أسماءهم، ونطلقـها على المـبـاني الحــديثــة، لكننا ننـسى حقـيـقـتـهم، وهويـتـــهـم الأصلية الأصيلة، وإنهم كانوا فقط «كـويـتـيين» لا غــيـر، أو بمعنـى آخــر، لم يـكونوا «اخونجية أو ليـبرجية أو قـبلجـية أو سـلفجـيـة أو مذهبجية أو مصلحجية أو كلـكجـــيـــة» كــــانوا، وببساطة، كويتيين.
لست أنازع أحدا حـقـه بالتمترس في الخندق الذي يراه، وبالمـقــابل ارفض أن يسـرق احد هوية الجـد في بلادي، فـيـدخلهـا عنوة في تجـاويف رؤيته الضـيقـة، فـــالكويت صـناعـــة كل الكويتـيين، ولن نتـمكن من بناء الكويت الجـديدة ما لم يخـــرج الجـــمـــيـع من قوقعاتهم الصغيرة.