صلاح الساير
التـــمــادي في كـــتم الأسرار يـضـر بصــحـة الإنسان، وربما يـقف شيوع ثقافـة الكتمان وراء انتــشـــار الأمراض في مـجـتمـعـاتنا المتـخلفـة.
فالناس تبـالغ في تعريف «السر» وبالتـالي تتطرف في «الكتم» فــتـرزح تحت الأحمال الثـقـيلة، بعكس البـوح والاعتـرافـات التي تنتشر في ثقـافة الآخرين، وتســهم في صــحـتــهم النفسية.
سـمـعنا قــول السـيـد المسيح ( عليه السلام ) «من كان منكم بلا خطيـئـة فليـرجـمـهـا بحجـر» فالإنسان عـرضة للخطأ والخلل والسـقوط، ولا احــد مــعــصــوم أو مــحـــصن من الأخطاء، فــالاعــتـراف بالأخطاء والسقطات يـقرب المرء من إنسانيته أولا، وثانيـا يطهـره من عــقـدة الذنب المكبـــوتة في أعماق نفسيته.
البـرقعـة الاجـتمـاعيـة تخنق الناس، فترهقنا نزعة التـستـر الضاربة جـذورها فـي دواخلـنـا، ويـطاردنـا الشـعور بالـعار والخـجل لأسباب واهيـة، فنوغل في مـــتـــاهـة الأسرار في مجـتمـعاتنا السـرية حيث الجـميع يطـالب الشركـات بالإفصاح، والأسواق بالشفـافية، وعند التـحدث مع الآخـر نبـادره بعـبـارة «الكلام بيني وبينك»!