صلاح الساير
تاريـخ الأسوار الـتي شـيدهـا الكويتـيون حـول مدينتـهم القديمة يكشف لنا قدرتهم على التأقلم والتكيف مع الأحداث، فــسلـسلة الاعــتـــداءات التي كـــان يتعرض لهـا الكويتيون في البر وفي البـحر عبـر أزمان طويلـة تؤكــد جـــلادتهم وإيمانهم وصـبــرهم المكين، كمـا صاغت حـياة الـغوص والأسفار الشخصية المؤمنة القادرة على العمل في أجواء الخطر.
يروي لنا التاريخ أن هذا الشـــعب العــامـل الكادح يتــحـول في الشــدائد إلى جيش مقاتل. فالسواعد التي كـانت تصنـع الحـيـاة هي السواعد التي شـيدت السور الثـالث في فتـرة قيـاسيـة، وحين جاء صـدام بجيـوشه الجرارة، صـمد الكويتـيون، وتشبـثوا بأرضـهم، وسقط الطاغية في مـزبلة التاريخ، وبقيت الكويت، عامرة قلوب أهلها بالإيمان.
فــالكـويت مــوجــودة ومستمرة بشعـبها ونظامها السـيــاسي منذ أكثر من أربعة قـرون. والشخصـية الكويتـيـة مــجـبـولة على «القلق الايجابي» وبامكانها العـمل والإبداع في مخـتلف الظروف النفسـية، والذاكرة الشـعبـية مليـئة بقـصص الكويتيات والكويتيين الذين عـــادوا إلى الكويـت تحت الاحـتـلال، فــسطروا آيات الصمود.