صلاح الساير
الاصرار على البداوة خطوة تسير عكس منطق الحياة.
فالبداوة ليست اختراعا كويتيا، وجميع المجتمعات البشرية انتقلت من حالة البداوة الى الحداثة.
فلماذا نصر على استثناء اهلنا في الكويت ونبقيهم مرتهنين في قبضة الماضي، بعد ان انصهرنا جميعنا في حاضرة واحدة؟
وفي المقلب الآخر فإن الاصرار على التسابق في مضمار الوهم تحت شعار «عيال بطنها» ورشق الآخرين بالغمز واللمز، امر يعكس خواء نفسيا وفكريا، ينم عن انعزالية كريهة، وإلغائية مدمرة.
فالمواطنة ولاء، وشعور ومسؤولية، وليست اوسمة تذكارية تتوارثها الاجيال.
اما القول ان «الحضر» استحوذوا على الثروة في فترة مبكرة من تنامي العوائد النفطية، فقول لا يصمد امام الحقائق.
فالعديد من ابناء القبائل اثرياء «الله يكثر خيرهم» وبالمقابل العديد من ابناء واحفاد ربابنة البحر، هم من ذوي الدخل المحدود، المكدود. على الله ثم على المعاش.