صلاح الساير
التخبطات الحكومية والشطحات البرلمانية وحالة الخوار والضعف التي تعيشها البلاد، والشعور بالإحباط المسيطر على الذهنية الجمعية، كل ذلك ناجم عن غياب المشروع النهضوي الوطني الذي يشارك فيه الجميع، ويعمل لأجله الجميع، الطالب والجندي وربة البيت والطبيب والتاجر.
الضياع دليل على فقدان البوصلة، ونحن نعيش حالة فريدة من التيه. فالجميع يتحدثون في وقت واحد، ويصمتون في وقت واحد. كل واحد منا في طريق، والجميع يقول الزين عندي، حتى ضاعت الطاسة، ودخلت البلاد في دروب تفضي الى صحراء التيه.
حين نتمكن من خلق المشروع النهضوي لبناء دولة المستقبل سيتخلق جراء ذلك حلم يتحلق حوله أبناء الوطن باختلاف توجهاتهم ومشاربهم، أما في حالة استمرار غياب المشروع فستستمر التخبطات الحكومية والشطحات البرلمانية، ولن تجدي الأمنيات الوردية لوقف هذه الكوميديا السوداء.
غياب المشروع الكبير يحول الجهود الاصلاحية الى مجرد اجتهادات قد تخطئ وقد تصيب، وقد يقوض الاجتهاد الخاطئ نتائج الجهد الصائب، فيغرق الصالح في لجة الطالح.