قبل تميزهم بالصبر والقدرة على التحمل والشجاعة وإتقان الأعمال الصعبة كان «رجال العقيلات» يتمتعون بصفات نبيلة، فقد عرفهم الناس بالمروءة والصدق والأمانة فجمعوا ما بين مزايا الفرسان وأخلاق الرهبان في تجربة إنسانية ثرية زينت صدر المملكة العربية السعودية منذ القرن التاسع عشر.
لا يجمع العقيلات، أو رجال عقيل، نسب واحد، فالتسمية أطلقت على رجال بواسل سبروا أغوار الصحراء حين انطلقوا من مدن وقرى القصيم في هضبة نجد فترحلوا بغية بيع الإبل والخيل والتجارة في أسواق فلسطين وسورية والعراق والأردن والكويت ومصر والسودان وتركيا، يحدون قوافل مشهودا لها بالمسير الجاد حتى قيل «ركب عقيل لا يبات ولا يقيل».
عرفوا بسعة الإطلاع والحكمة والمعرفة الناجمة عن أسفارهم البعيدة واختلاطهم بمختلف الثقافات، فأتقنوا لغات أجنبية، وأسس بعضهم مدنا وقرى في بلدان أخرى، وبعضهم مكث قرب الأسواق الخارجية فاستوطن في مواطنها. وقيل إن الطبق الخليجي الشهير «قرص عقيلي» منسوب لهم، فهو زاد المسافر الذي كان ولايزال لدى العديد من الخليجيين الطبق المفضل في الرحلات.
انها شذرات من تاريخ ماجد تؤكد ان الدول الخليجية أدركت الثروات منذ ما قبل اكتشاف النفط بأزمنة بعيدة.
www.salahsayer.com