صلاح الساير
إذا كانت نسبة المقترعين في الانتخابات النيابية الأخيرة قاربت 60% من الناخبين، فإنه من المؤكد أن عددا وافرا من أفراد هذه النسبة المشاركة ذهبوا إلى صناديق الاقتراع بسبب الالتزام العائلي أو الديني أو المذهبي أو القبلي أو الاجتماعي وجميعها عناوين تتناقض مع مفاهيم الدولة المدنية.
إن نتائج الانتخابات النيابية ليست وليدة أصوات المقترعين وحدهم بل هي أيضا نتيجة غياب الـ 40% من الناخبين الذين تغيبوا عن المشاركة وفضلوا الصمت نتيجة حالة الإحباط التي سيطرت على العديد من المواطنين، فماذا لو حضر الغيّاب وشاركوا في عملية الاقتراع؟ هل ستكون الصورة أكثر إشراقا؟
أشير إلى أولئك الصامتين الذين عزفوا عن المشاركة وأحاول فك رموز هويتهم المجهولة وهي على الأرجح أقرب إلى الدولة المدنية التي فقدت شعاراتها في المجتمع، فلا دوافع عائلية أو دينية أو مذهبية أو قبلية أو اجتماعية دفعت بهم إلى صناديق الاقتراع.
فهل يمكننا القول إن الجزء المغمور من جبل الناخبين في الكويت ينطوي على إشارات مضيئة تدفعنا إلى التفاؤل بإعادة الاعتبار إلى دولتنا المدنية المفقودة؟