صلاح الساير
كثيرا ما يتعرض كاتب العمود الصحافي لمطالبات عديدة من القراء الذين يلتقون به في الحياة العامة أو عبر الرسائل الالكترونية أو بالاتصال الهاتفي.
فهذا يناشدك المطالبة بإسقاط القروض وآخر يناشدك العكس فيدفع بك نحو الكتابة ضد إسقاط القروض، وأخرى تطالبك الكتابة عن ضرورة توزير النساء، وقارئ يحذر من اضرار ولاية المرأة.
الاشقر يريدك أشقر والاسمر يتمنى ان تكون أسمر مثله.
هذا يجرجرك لليمين والآخر يشدك باتجاه اليسار.
يدفعك المحافظ باتجاه العادات والتقاليد، والمتحرر يحرضك على «المطاوعة» وكأن الكاتب الصحافي «فداوي» أو «قبضاي» يأتمر بأمر القراء، فلا رأي له ولا هدف سوى تحقيق رغبات ما يطلبه القرّاء، أو ربع الديوانية.
في غمرة هذه المطالبات المحمومة ينسى الجميع ان الكاتب الحقيقي هو الكاتب الذي يكون صوت نفسه لا صوتا للقراء.
فالكتابة فكر وإبداع وصدق وبحث عن الحقيقة ورأي حر يملكه صاحبه، وان كان هذا الرأي لا يعجب الآخرين. أما التحدث بلسان الجماهير والنطق بصوت الشعب فتلك لعبة سحرية يتقنها الساسة لا الكتاب.