صلاح الساير
عشت في دبي بدولة الإمارات العربية، وعملت فيها، وكتبت عنها، وتغزلت بها، وحلمت فيها أجمل الأحلام، وحملت عنها أروع الذكريات. فدبي قبل أن تكون ناطحات سحاب أو أسواقا تجارية أو فنادق سياحية، هي مدينة حداثية تقدم لساكنيها منظومة من القيم الحضارية.
فانتظام الطابور ظاهرة إماراتية عز نظيرها في دول أخرى. فمن المألوف في دبي ان تجد امرأة هندية واقفة بالطابور وخلفها مواطن إماراتي خلفه سيدة أوروبية خلفها مواطن عماني، فالجميع ينتظر دوره لدفع فاتورة الكهرباء التي هي كالسيف إن لم تدفعها قطعتك.
في دبي وحدها تجد جيرانا ينتمون لجغرافيا واسعة تجمعهم كلمة «مرحبا» وابتسامات متبادلة في مصعد العمارة. سعوديون، استراليون، صينيون، إيرانيون ومن السنغال، يسكنون بيوتا متلاصقة في طابق واحد.
إذا كان البشر يسكنون العالم فإن العالم يسكن في دبي. أناس من كل صوب، شقر، سمر، صفر، عيون سود وعيون خضر، جميعهم يشكلون لوحة حضارية متعددة الأعراق. فدبي مدرسة تتعلم فيها البشرية درس التعددية واحترام الآخر، وكيف يمكن للإنسان أن يتفيأ ظل شجرة بلصق أخيه الإنسان المختلف عنه باللون والدين والعرق والزي واللسان.