في عالم السخرية والنكات والضحك تتسلل الأوهام وتطغى على الحقائق. فثمة أفكوهة تقول: انه «إذا اجتمع خمسة صينيين كتبوا حكمة، وإذا اجتمع خمسة أميركان أنتجوا فيلما سينمائيا، وإذا اجتمع خمسة يابانيين اخترعوا آلة، أما إذا اجتمع خمسة أشخاص عرب فإنهم سوف يشكلون خمسة مذاهب وخمسة أحزاب وكل شخص فيهم سوف يزعم انه الرئيس ويدخلون في معركة حتى الهلاك»!
****
حسنا.. إنها نكتة تشير إلى فرقة العرب وشقاقهم وخلافاتهم المستمرة. لكن ماذا عن الواقع الذي يقول انه في يوم 26 مايو 1981 اجتمع ستة أشخاص عرب فصنعوا إنجازا عظيما يراه القاصي قبل الداني؟ وأقصد الاجتماع الذي حضره زعماء عظام هم :(جابر وزايد وخالد وقابوس وخليفة وعيسى) وقرروا تشكيل «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» أقوى وأثبت منظومة تعاونية عرفها العرب وتهدف إلى تحقيق التنسيق والترابط والتكامل بين الدول الخليجية وصولا إلى وحدتها.
****
التجارب الوحدوية والتعاونية التي فشل فيها بقية العرب لا ينبغي ان تطمس نجاحاتنا، فتطغى الصورة السلبية على الصورة الإيجابية ونغفل عن أسرار قوتنا ونحسب اننا ضعفاء. فنحن في مجلس التعاون الخليجي لا علاقة لنا بالشقاق والفرقة المعهودة لدى بقية العرب، ويتوجب علينا الفخر بإنجازاتنا الوحدوية والتعاونية والعمل على ترسيخها في الوجدان الجمعي فهي شهادة على الخطوات العملاقة التي قطعتها مجتمعاتنا الخليجية في مضامير المدنية والحضارة.
****
وأختم بالسؤال الحائر.. لماذا لا تقوم الدول الخليجية بالاحتفال السنوي بذكرى تأسيس مجلس التعاون الخليجي على غرار أعيادنا الوطنية؟!
www.salahsayer.com
salah_sayer@