وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا
بيت شعر منسوب للإمام الشافعي سار بين الناس مثلا يضرب فيمن يتغافل عن عيوب من يحب في الوقت الذي يتعمد تصيد مساوئ من يبغض ويختلق العيوب فيهم.
والجزء الأخير من بيت الشعر المشهور ينطبق على بعض العرب الذين يطلقون على أنفسهم (المركز) في نظرتهم النمطية والعمياء إلى دول الخليج (الأطراف) وذلك بسبب التعالي أو الغيرة المخبوءة في دواخلهم ضد المجتمعات الخليجية التي هي في نظرهم لم تزل (مجتمعات قبلية بدوية) وكأن الزمن العربي توقف، وكأنه تحت الجسر لم تجر مياه كثيرة.
****
في الواقع المعيش حدثت متغيرات كثيرة إلا أن عين السخط لم تزل تبدي المساوئ أو تتوهمها.
لذلك تصر عين السخط على ان (الوهابية) سبب انتشار الارهاب في العالـم حتى لـو كان الارهـابي من مـالي أو جزائريــا مولـودا في فرنسـا.
كمـا أنهـا لا ترى في المدن الخليجية الحديثة وطرقاتها الفسيحة وجسورها العظيمة وابراجها الشاهقة سوى انها (حضارة اسمنت)! وتحسب نعمة النفط الذي بلغت خيراته سائر الدول العربية نقمة أو لعنة حلت على العرب! وهي العين ذاتها التي تقلل من قيمة تحول المساحات الصحراوية إلى بساتين غناء وغابات كثيفة، وتصفها بأنها زراعة (مصطنعة) وليست جميلة كمثل الأشجار التي أنبتتها الطبيعة حول الأنهار!
****
هذه الزراعة المصطنعة معجزة تحققت على يد الانسان الخليجي الذي تمكن من معرفة ان الرمال الخفيفة في الصحراء والتي تحملها الرياح (السافي) مثلها مثل طمي الأنهار صالحة للزراعة.
فتمكن من تحويل الصحارى إلى أحراش وغابات أقنعت الطيور المهاجرة التي كانت تعبر المنطقة في مواسم الهجرة بالتوقف والبقاء في دول الخليج فثمة أعشاش في الأغصان تصلح للسكنى والاستقرار.
كما تمددت محميات اشجار القرم في شواطئ الخليج والبحر الأحمر وساحل عمان لتصبح مأوى للعديد من الكائنات والطيور البحرية وذلك بفضل عبقرية القيادات الحكيمة التي سخرت الذهب الأسود لصالح الزراعة فحصلت على الذهب الأخضر.
www.salahsayer.com
salah_sayer@