سمعت البشرية بالمعجزات منذ القدم. ولقد تعمدت أن أكتب كلمة (سمعت) ولم أكتب (عرفت البشرية) ذلك ان المعرفة تتطلب شروطا لا تتوافر بالمعجزات التي سمعها الناس او قرأوها في الكتب الدينية التي تحدثت عن معجزات الأنبياء في الأزمنة الماضية. وإضافة للمعجزات يتداول الناس حكايات قديمة لم يشهدوها بأنفسهم مثل (الكرامات والخوارق وأعمال السحر) التي تحدث على يد الأولياء او السحرة، كما توارثت الأمم (أساطير الأولين) التي تصور أحداثا خارقة حدثت قديما وبقيت آثارها كامنة ومؤثرة في الوجدان البشري أكثر من تأثير الحقائق الملموسة!
> > >
من يربطون المعجزات بالديانات يعتقدون أن عصر المعجزات قد انتهى بانتهاء حياة الرسول أو النبي المرسل لأنه وحده القادر على مخاطبة السماء وتلقي الأوامر منها وتحقيق المعجزة على يده. وبعضهم يعتقدون باستمرارها خفية (أو على استحياء) مثل الأنوار السماوية التي تظهر فوق المعابد. وبعض العلماء يقدمون تفاسير علمية للمعجزات مثل (تحويل النيل إلى دم) وهي معجزة وردت في العهد القديم فذلك حدث ـ حسب العلماء ـ بسبب الظاهرة المعروفة بالمد الأحمر أو (حيض البحر) والقصد تكاثر العوالق والهائمات النباتية وطفوها فوق سطح الماء.
> > >
ان كان تفسير المعجزة بأنها خرق للمعتاد وتفوق على سنن الحياة. فان عصر المعجزات قد بدأ. والشواهد الصارخة تتجلى في كل هذه الاختراعات العلمية الأعجوبية والاكتشافات المدهشة والتطورات النافعة التي حققها العلم والتي تمثل معجزات حقيقية ملموسة ومجربة ومطبقة ولم نسمعها من الأولين الذين لم يتخيلوها وكانت في عقولهم محض خيال ومن المستحيلات. وحتى الأمم التي أرست دعائم الميثولوجيا فصورت الأبطال بأنصاف الآلهة كي تمنحهم قوة إضافية تفوق قوة البشر. جاء العلم ليزيد من قوة الإنسان بالصواريخ الذكية العابرة للقارات دون التطفل على الإله والمساس بقدسيته في صدور المؤمنين.
www.salahsayer.com
salah_sayer@