شهد الحج، هذه السنة، إنجــــازات كبيرة قامت بها المملكة العربية الســـعودية فأدهشت العالم بعد أن تراكمت النجاحات وتعاظمت وتطاولت حتى شهد لها القاصي والداني. ولو اننا خرجنا من فضاء مكة المكرمة وموسم الحج الحالي وأضفنا تلك الإنجازات المشهودة إلى ما تقـــدمه السعودية في مضامير الحياة الأخرى ثم أضفنا كل ذلك إلى انجازات الكويت والإمارات والبحرين وسلطنة عمان، لأدركنا أهمية التوقف عن (جلد الذات العربية) وأهمية الكف عن التذمر، والفخر بهذه العبقرية الخليجية (العربية) التي حققها (البدو أهل الخيام والإبل).
***
بات من الواضح ان الدول الخليجية قمر يسطع في ليل الشرق الأوسط. وذلك بسبب (مجلس التعاون الخليجي) ودوره المؤثر في العالم، إضافة إلى ان الدول الخليجية تتمتع باستقرار سياسي واقتصادي منذ استقلالها، كما شهدت وتشهد قفزات تنموية لافتة. على عكس بقية دول الشرق الأوسط حيث الدنيا على كف عفريت. فدول الهلال الخصيب (العراق والشام) باستثناء الأردن، في حيص بيص غير مسبوق وغامض الخواتيم. كما ان مصر مجهدة بفعل التراجعات المرعبة التي شهدتها المحروسة خلال القرن الماضي.
***
تبقى من الشرق الأوســـط جزآن كبيران، تركيا وإيران، فأما الأولى فهي تواجه اليوم أقسى اختباراتها وهي تفيق من وهم (المعــجزة الاقتصادية) لتعرف وريــــثة الدولة العثمانية أن دخول النادي الأوروبي (ممنوع) وكذلك الخروج عن الخطوط الرئيسية لحـلف الناتو (ممنوع أيضا)، وأما إيران صاحبة براءة اختراع (الدولة الدينية) قبل «داعش» فالبيانات والأرقام والحقائق والتقارير لا تسر الشعوب الإيرانية الصديقة.
www.salahsayer.com
salah_sayer@