لأسباب كثيرة منها حب الزعامة ناهض الفكر القومي (الناصري والبعثي) الأنظمة السياسية في الجزيرة والخليج (مجلس التعاون) بما عرف بالدول الرجعية واحتكر صفة التقدمية للدول التابعة له. وسلبت ماكينته الإعلامية عقول الناس في الخليج فأصبحوا لا يعيرون انتباههم للإنجازات التنموية في المنامة أو حائل أو الشارقة.. أو سواها من المدن الخليجية. فالمهم أن يهذر احمد سعيد في إذاعة صوت العرب من القاهرة وتستمر الجعجعة في بغداد. حتى تجاوز العداء نطاق الإعلام إلى دعم الحركات الانفصالية في الخليج وليست ظفار بعيدة في الذاكرة.
> > >
يذكر الأستاذ عبدالله بشارة (ان السلطات المصرية «الناصرية» كانت مهتمة بالبحث عن تنظيمات معارضة لدعمها إن تواجدت، وتشكيلها إن سمحت الظروف)! فوقت كانت الدول الخليجية تسعى في مشقة وعناء إلى تهيئة الذات الوطنية للدخول إلى المستقبل كان عبدالناصر يسعى إلى عرقلتها ويضيف عليها أعباء ثقيلة. وحالما احتل البعث العراقي الكويت شهدنا، بالصوت والصورة، كيف تفجر الحقد على الخليج في الشوارع العربية التي اتخمت بالمظاهرات والشعارات القومية والبعثية التي آذت نفسها وآذت سائر العرب خاصة في الخليج.
> > >
«توني ريندل» ضابط انجليزي عمل في (قوة ساحل عمان) في مطلع الستينيات أشار في كتابه «الإماراتيون.. كل أيامنا الخوالي» الى قيامه بدوريات بين مسقط وأبوظبي مرورا بواحة العين فيقول: «كان أحد الأخطار التي واجهناها قيام المنشقين بزرع الألغام المصنوعة في مصر)! واكتفي بهذه الأمثلة لأشير إلى أن محنة الخليج مع (القومجية) ايام عبدالناصر وصدام استمرت مع الإسلام السياسي المتمثل في (الخمينجية) و(الإخوانجية) فالأولى سعت إلى تصدير الثورة والثانية تسعى إلى استيرادها. فخاب السعي والساعي.
www.salahsayer.com
salah_sayer@