الأحوال على سطح كوكب الأرض تعبانة جدا، ولا تبشر بالخير، والمصائب تلاحق البشرية في كل الدروب وعلى سائر الصعد. ومنظمة الأغدية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أدرجت، قبل فترة، كوريا الشمالية ضمن قائمة الدول التي تعاني نقصا في الغذاء. والقائمة تشمل 31 دولة أفريقية تهددها المجاعات و7 دول أخرى تجمعنا معهم قارة واحدة (آسيا)، ومن هذه الدول الآسيوية أفغانستان وباكستان واليمن وسورية والعراق إضافة إلى كوريا الشمالية التي تصنع الصواريخ العابرة للقارات وتعجز عن تحضير وجبة طعام عابرة للمطابخ والأفواه والبطون.
> > >
قبل انهيار الاتحاد السوفييتي، انتشر في صحف العالم رسم كاريكاتور يصور قائد دبابة في الجيش السوفييتي يطلب من الفران إعطاءه رغيفا مقابل دبابته. وتلك صورة ساخرة للمفارقة المأساوية التي بلغتها تلك القوة العظمى التي تملك الأسلحة النووية وتعجز مخازن الغذاء فيها عن توفير الطعام للشعوب التابعة لها. فكان من الطبيعي أن ينهار ذلك البناء الضخيم الأجوف. وليس جديدا القول إن التغيرات المناخية تسبب الجفاف وتدهور التربة الزراعية بيد ان الحروب والنزاعات والفساد جميعها أمور تعطل المعالجات وتزيد الطين بلة فيشتد الجوع ويتكاثر الجياع.
> > >
وقبـــل أيام ذكر تقرير نشرته صحيفة التــــايمز، وأعاد نشـــره مــــوقع BBC عن تدهور التربة في العراق (انــــه بعد مرور 3 عقود على تدمير الأهوار على يد صدام حسين، ثمة تهديدات تحدق بالمنطقة من جديد، فالماشية تموت والمياه سممت والأراضي الخصبة قد جفت)، ويحدد التقرير الأطراف المسؤولة عن هذه الكارثة فيذكر (ان تركيا وإيران والحكومة العراقية والتغير المناخي هي جميعها عوامل تتحمل المسؤولية عن انهيار كارثي أدى إلى جفاف مساحات واسعة في الأهوار) في الوقت الذي تقوم إمارة الشارقة بتصدير ثمار الفراولة الطازجة إلى أوروبا وشرق آسيا.
www.salahsayer.com
salah_sayer@