«كانت الجزيرة العربية في حقب متعاقبة تبلغ الواحدة منها الف سنة تقريبا تزدحم بالسكان كخزان هائل ضاق فلم يجد محيصا عن إفاضة ما يزيد عن سعته بالهجرات المتعاقبة.. ومنها الهجرة التي سلكت الساحل الغربي باتجاه الشمال ثم اتجهت إلى وادي النيل حوالي سنة 3500 ق.م. فاختلط المهاجرون الساميون مع سكان مصر الحاميين فكان من نتيجة هذا الاختلاط ان ظهر المصريون القدماء الذين وضعوا كثيرا من العناصر الاساسية في مدنيتنا فكانوا أول من شيد الأبنية الحجرية وأنشأوا التقويم الشمسي»!
****
ويضيف ثلاثة من أهم البحاثة العرب (فيليب حتى، وإدوارد جرجي، وجبرائيل جبور) في كتابهم الشهير والرصين «تاريخ العرب» انه «في تلك الغضون أي في أواسط الالف الرابعة قبل الميلاد اندفعت إلى الشمال موجة اخرى من المهاجرين سلكت طريقا شرقيا واستقرت في وادي الرافدين الذي كان يسكنه في ذلك الزمن شعب عريق المدنية هم السومريون.. فنتج عن الاختلاط بين العرب والسومريين «الشعب البابلي» الذي شاطر المصريين الفخر في وضع الأسس لميراثنا الثقافي ومن جملة ما استحدثه لنا البابليون هندسة القناطر والأقبية والعربة ذات العجلات ونظام المقاييس والموازيين»!
****
وتواصل الهجرات العربية السامية انطلاقها من الجزيرة العربية (مجلس التعاون الخليجي) لتشارك في وجود الشعوب المتميزة على سطح هذا الكوكب بشهادة هذا البحث العلمي الذي يضيف انه «حوالي منتصف الألف الثالثة ق. م. حدثت هجرة سامية اخرى وكان من بين عناصرها الكنعانيون وقد حلوا غربي الشام والساحليون الذين سماهم الأغارقة الفينيقيين وكان هؤلاء الفينيقيون أول من نشر في العالم نظاما خاصا للكتابة بالحروف الهجائية وقيل انه أعظم اختراع اخترعه البشر على الاطلاق»، ويعتقد أن المقصود بالساحليين هم سكان إمارة الفجيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
www.salahsayer.com
salah_sayer@