تتخصص بعض وسائط الميديا في مجال محدد مثل المجلات العلمية أو الاقتصادية أو الإذاعات الترفيهية أو الدينية أو التلفزات الوثائقية. وبعض الوسائط الإعلامية يتخصص في ترويج القصص الوهمية والأكاذيب والإشاعات، وتلك الوسائط تنقسم حسب أهدافها أو أغراضها إلى قسمين: الأول تجاري مثل «صحف التابلويد» التي تنشر الفضائح بغرض زيادة المبيعات، أما النوع الثاني وهو الأخطر وأقصد الوسائط التي تبث أخبارا مسمومة وملفقة لأغراض نشر الكراهية أو بث الفتن أو لتحقيق أغراض سياسية ضد خصومهم بصرف النظر عن المذبحة التي تتعرض لها الحقيقة.
***
في عالمنا العربي، اشتهرت قناة فضائية بالكذب الفج والتحريض والسعي إلى زعزعة الاستقرار وبث الفرقة بين خلق الله، وتعرضت مكاتبها للإغلاق في أكثر من عاصمة عربية لما تسببت فيه من أذى للبلاد والعباد. ورغم معرفة المشاهدين بانعدام مصداقيتها فإن شاشتها تحقق نسبة مشاهدة عالية، ذلك أن جماهيرية الوسائط الإعلامية في عوالمنا المنهكة يرتبط بقدرتها على نشر الأكاذيب والأخبار المثيرة التي تحرص الأغلبية على متابعتها بنهم دون الالتفات إلى صدقيتها أو دقتها. وقديما قيل إن الخبر الصحافي الجيد ليس «كلبا عض رجل» بل «رجل عض الكلب».
***
مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها تسعفنا لإدراك هذه الحقيقة المرة وتقدم لنا الأمثلة الواضحة. فالمغرد الكذوب المثير للإشاعات أو البغضاء أكثر انتشارا من المغرد المفكر، ومثل ذلك يحدث في وسائط الإعلام الإلكترونية حيث عدد مشاهدات أخبار الحوادث أو الجرائم أو الأخبار الفنية السخيفة أكثر من الأخبار السياسية أو الاقتصادية ونحو ذلك من أخبار أو تحليلات نافعة. فنحن نبحث عن الإثارة أكثر من بحثنا عن الأخبار المفيدة لهذا تتسع رقعة الوهم ويكبر الزيف وترقد الحقيقة في فراش المرض.
www.salahsayer.com
salah_sayer@