لم يكن ما يسمى بالربيع العربي حركة تلقائية أو ثورة شعبية طبيعية تنشد الحرية مثلما يحاول البــعض أن يشـــيع وهو يــــروج ويمهد للموجة المقبلة من هذا الربيــع الآثم الذي ثبت للعالمين انه فعل إجرامي تم التخطيط له في الدوائر الاستخباراتية بالتعاون مع جماعات الإسلام السياسي في المنطقة، وقد تم تدريب الكوادر المنظمة للفوضى برعاية دولية وإقليمية. والشواهد على ضلوع المجرمين في جريمتهم النكراء كثيرة وبعضها أفلام مصورة ومعروضة في اليوتيوب لأشخاص معروفين لم يتخفوا وراء أسماء وهمية أو مستعارة.
> > >
صحيح ان «الربيع العربي» بدا للوهلة الأولى في المرحلة التي يرمز لها (البوعزيزي) على انه ثورة شعبية هفت إليها أفئدة الناس العرب. بيد ان الحقائق تكشفت بمرور الوقت، وبات من الواضح أن المنطقة العربية كانت ولم تزل تتعرض لعملية سطو كبيرة واغتصاب شرير للدولة والمجتمع باسم الشعوب وبمشاركتها. خاصة عندما بدأت النار تتسلل إلى ديار آمنة ومستقرة مثل الدول الخليجية، حيث سقط قناع النساك وظهر القراصنة على حقيقتهم وتكشفت للناس سوءاتهم، وافتضحت الثورة الشعبية المزعومة.
> > >
أخطر ما في هذه القضية أن تصنيع الثورات الملعونة فتح شهية الإسلام السياسي للسلطة بعد أن ولغت أذرعته المتوحشة في الدماء واستمرأت الفوضى. ومثلما يبدو فإنه سيعاود الكرة مرة أخرى طالما بقيت الجهات الدولية والإقليمية مستمرة في الدعم المالي والعسكري واللوجستي والمساعدة بالتخطيط والتنظيم والتدريب والاحتضان. فالفكر المشؤوم الذي يلغي الأوطان من صدور وعقول الناس ولا يجد غضاضة من التعاون مع أعداء وطنه فكر موبوء إما يحكم البلد أو يحرقه أو يقدمه لقمة سائغة للأعداء.
www.salahsayer.com
salah_sayer@