يأمل الناس في هذه المنطقة أنها تجاوزت المنعطف الحاد الذي مرت به خلال الأيام المنصرمة التي أعقبت مقتل أو اختفاء جمال خاشقجي في تركيا والتي ظهرت فيها بعض الدول والأفراد والأجهزة الرسمية والوسائط الإعلامية في مظهر متطرف وعدائي لأكبر دولة عربية وأكثرها نفوذا في المنطقة (السعودية) في حين لم تظهر تلك الأطراف الدولية والإقليمية هذه الشراسة والتشدد والعنتريات والتصريحات النارية ضد دول أخرى كانت محل اتهامات أمنية كثيرة، ليشير هذا الأمر إلى رخاوة عالمنا المعاصر على نحو غير مسبوق.
***
نعم أنا أدرك أن جزءا من ذلك الموقف العدائي الهائج ناتج عن الرغبة في إحراج الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لديه خصومات عميقة مع العديد من الدول والمؤسسات الإعلامية والحزبية الأميركية وغير الأميركية، فكان عليه وهو الذي يواجه اختبار الانتخابات النصفية في شهر نوفمبر أن يخفف من بعض الأثقال عن كاهله ويرميها على كاهل المملكة العربية السعودية. وبصرف النظر عن أسباب هذا الهياج الإعلامي وتلك النظرة السياسية الشرسة، فإنها تؤكد رخاوة هذا العالم وسهولة رمي الحجارة واستغلال الجرائم الفردية في شيطنة الدول وتمزيق صورتها الحقيقية.
***
رخاوة دولية غير مسبوقة تستدعي معالجات خليجية أو عربية (ذكية وسريعة وصلبة). فمن الواضح أن موال (الإسلام السياسي) لم يزل يطرب بعض الآذان المسعورة في أميركا وأوروبا. وما هذا التهافت الإعلامي والسياسي الذي شهدناه بعد الجريمة التي حدثت في الدولة التركية إلا مؤشر على صلابة الشبكة المعادية وتجذرها العميق وقوتها وخطورتها وتجذر العداء والكراهية لأمن المنطقة والإصرار على تقويض استقرار مجتمعاتنا وعرقلة التحديثات المأمولة. انها سكين صنعت من عظامنا لتستحل دمنا، والله المستعان.
www.salahsayer.com
salah_sayer@