رفض الدين الإسلامي المعتقدات الإيمانية للعرب قبل الإسلام.
فحطم الأصنام ودعا إلى وحدانية الله وشرع فروضا دينية جديدة وطور مناسك قديمة. غير انه لم يرفض حياة العرب قبل الإسلام بأكملها.
وقد تكون التفاسير المتعصبة ضد العصور (الجاهلية) والإصرار على طمس التاريخ العربي من تصميم وتنفيذ أطراف تعمدت الإساءة إلى العرب بإلغاء إنجازاتهم وبتر تاريخهم وإنكار منتجاتهم الحضارية، وتجاهل الحقائق التي تؤكدها علوم التاريخ والآثار والتي تشير بوضوح إلى ميراث حضاري مجيد في المعمار والتجارة الدولية والفنون والفلك والزراعة وصناعة السفن.
***
يقول المؤرخ جواد علي إن «ما نراه في الموارد الإسلامية عن الجاهليين يجب أن يفحص ويدقق بعناية لاحتمال وجود التحامل فيه على العرب، من قبل أناس ظنوا أن في التشهير بهم قربة وحسبة إلى الله، وأن محاسن دين الله لا ترقى إلا بتجريد عباد الأصنام من كل حسن وجيد، ومن كل علم وفهم.
وما نراه عن الخلافة والخلفاء الراشدين «رضي الله عنهم»، يجب دراسته بكل عناية، فما من خليفة منهم إلا وله مبغضون ومعادون. فالخلفاء ساسة وحكام أمة ولكل حاكم محب ومبغض».
***
أما د.عصام الحوراني وفي لقاء قديم معه في صحيفة الاتحاد الإماراتية فيقول: «كان العرب في الجزيرة العربية على اتصال بالشعوب المجاورة منذ الجاهلية الأولى.
وتأثروا بهذه الشعوب وبما لديها من حضارات ومعتقدات.
كما كانت لديهم فنون، وعلى رأسها الموسيقى والغناء. فلا يمكن وصف العرب الذين عاشوا في العصر الذي سبق الإسلام بالجهل أبدا.
ويجب إعادة النظر في تاريخ العرب القديم لأنهم باختصار كانوا متحضرين إنسانيا وثقافة وعمرانا».
www.salahsayer.com
@salah_sayer